الخميس، 26 سبتمبر 2013

كيفية الإشتراك والتفاعل فى جوجل إجابات ؟

إجابات Google، إجابات جوجل أو إجابات غوغل: هي إحدى خدمات شركة جوجل التي تقدمها في العالم العربي
تقوم إجابات جوجل على أساس جمع المشاركين للنّقاط، من خلال إجاباتهم عن الأسئلة الْمطروحة من مستخدمين آخرين للحصول على أفضل الإجابات. يتم تحديد أفضل الْإجابات عن طريق نظام ترشيح يقوم به كل من السّائل والْمستخدمين الآخرين، ويتم ذلك عن طريق التّصويت لأفضل إجابة.
يتم تحليل الْأسئلة وتنظيمها حسب الْفئات، والْفئات الثّانوية، والْأوسمة، لتسّهيل عمليّة الْبحث والْإجابة على الْنّاس، وللْإطّلاع على نظام النّقاط

حوافز المشاركة

جوجل نقدم عدد من الحوافز للمستخدمين الذين يقومون بالاجابة منها الشهرة أو السمعة لكي يحصل المستخدم مستويات متدرجة من (جديد) إلى (عالم)، هذه المستويات تؤهله لطرح أسئلة، وتؤهله للحصول على نقاط مقابل التقييم بما يعادل (رقم مستواه مضروباً ×10)، أيضا تقول جوجل بأنها تفكر في ايجاد آلية جديد لمكافئة المشاركين الذي يحصلون على أعلى النقاط.

الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من إجابات جوجل هي مشاركات لا موسوعية. تمثل المشاركات الدينية التصنيف الأكثر زيارة، اشتراكاً، أسئلة وإجابات. 

الإشتراك فى إجابات جوجل 
إذا كنت تملك حساب فى جوجل أو بريد على Gmail 
 يبقى عادي تسجل دخول على اجابات جوجل 
 إن لم تكن تملك حساب على جوجلفيمكنك الدخول على هذا الرابط 
https://accounts.google.com/SignUp?service=cf&continue=http%3A%2F%2Fejabat.google.com%2Fejabat%2Floginredirect%3Fcontinue%3D%252Fejabat%252F&hl=ar
ثم إملأ البيانات كاملة ثم اضغط على الخطوة التالية 
اذهب إلى بريد الإليكترونى ستجد فيه رسالة تفعيل حسابك على إجابات جوجل 
وبهذا تكون مشتركا فى جوجل إجابات 
كيفية كتابة سؤال أو الإجابة عن سؤال من قائمة الأسئلة التى يضعها الموقع 
أو الأسئلة التى يضعها الأعضاء 
 اولا: ابحث عن الأسئلة التي ترغب في الإجابة عنها، فمثلا يمكنك البحث عبر التصنيفات أو من خلال الصفحة الأولى. ويمكنك أيضا الإشتراك في تصنيفات معينة بواسطة الضغط على زر الاشتراك لتتابعها من خلال صفحتك الشخصية بالخدمة.

ثانيا: حاول اختيار الأسئلة التي بها مكافأة لأفضل إجابة ويمكنك بسهولة معرفة ذلك عن طريق الرقم الموجود بجوار السؤال تحت عمود المكأفأة (ويظهر على شكل أيقونة عملة معدنية). واحرص على أن تكون إجابتك متميزة ليمنحك السائل هذه النقاط الإضافية.


 - اضغط على زر الإجابة ، واكتب النص الذي تريده
2- تحت المستطيل الذي كتبت فيه الإجابة، ستجد عبارة (إضافة مراجع)، وتحتها إطار فارغ، اكتب فيه اسم الكتاب الذى تريد ادراجة ثم اضغط اضافة بعد ذلك اضغط زر ( انشر إجابة ) او اسم  الصورة المطلوب إدراجها ، ثم اضغط على كلمة صور والملونة بالأزرق والموجودة فوق الإطار، ستظهر لك (على اليمين) مجموعة من الصور ، أختر ما تريد واضغط على زر "إضافة" والظاهر على اليسار

يمكننى الإشارة إلى أى موقع أومصدر أخذت منه الإجابة
3- بعد اختيار وإضافة الصور المرغوبة ، اضغط على زر (أنشر الإجابة) .

كيف يمكننى طرح السؤال ؟
في أعلى كل صفحة مربع بحث وزر"طرح سؤال". يمكنك أولاً البحث عن السؤال لمعرفة إذا ما تمت الإجابة عنه من قبل، وإلا، فيمكنك طرح سؤال جديد باتباع الخطوات التالية:
1. انقر على الزر " طرح سؤال" لتظهر لك صفحة إدخال السؤال
2. أدخل وصفًا موجزًا لسؤالك في حقل العنوان لجذب انتباه المستخدمين، واشرحه بالتفصيل في حقل الوصف حتى تحصل على إجابات دقيقة عن سؤالك.
3. أضف تصنيفات إلى سؤالك، وذلك إما بالاختيار من بين التصنيفات التلقائية التي يقترحها النظام أو بإدخالها يدويًا. في كل تصنيف مستخدمون وخبراء نشطون، وبإضافة التصنيفات الملائمة تحصل على إجابات أفضل وتصل إلى عدد أكبر من المستخدمين.
4. انقر على الزر "نشر السؤال".

كيف يمكنني العثور على أسئلتي ومعالجتها بعد الإرسال؟

بعد تسجيل الدخول، يمكنك العثور على أسئلتك في صفحة الملف الشخصي، أو بالنقر على الرابط "أسئلتي" في وحدة "روابطي" في الجانب الأيسر من الصفحة الرئيسية.
وهناك طرق عدة لمعالجة الأسئلة، منها:
1. إضافة المزيد من التفاصيل إلى الأسئلة من خلال كتابة التعليقات.
2. اختيار أفضل إجابة؛ يمكنك اختيار إجابة واحدة من بين الإجابات، والخيار غير قابل للتغيير.

هل يمكن حذف الأسئلة؟

متى أرسلت السؤال لا يمكنك حذفه ولكن يمكنك تعديله بإضافة تعليقات عبر النقر على الزر "إلحاق إضافة بالسؤال".

لمَ اختفى سؤالي؟

إذا كان سؤالك يشكل انتهاكًا لبنود الخدمة أو سياسات المحتوى، فستتم إزالته.

الرجوع إلى أعلى
الإجابة عن الأسئلة
كيف أعثر على الأسئلة التي تهمني؟

1. يمكنك البحث بكتابة كلمات رئيسية في مربع البحث أعلى كل صفحة.
2. أو الاشتراك في التصنيفات التي تهمك، واستعراض الأسئلة من صفحة التصنيفات.
3. بعد تسجيل الدخول، ترى في الصفحة الرئيسية وحدة بعنوان "أسئلة تهمك"، تحتوي على الأسئلة التي يقترحها النظام تلقائيًا وفقًا لإجاباتك السابقة.

كيف يمكن استخدام وظيفة "" أثناء الإجابة عن سؤال؟
أثناء تعديل إجاباتك، يمكنك إضافة المراجع من خلال مربع البحث أسفل مربع الإجابة. أدخل كلمات رئيسية تتعلق بموضوع السؤال في مربع البحث واختر نوع النتائج التي تريد البحث عنها (الويب, صور, فيديو, مدونات, الأخبار, كتب, خرائط and عنوان URL) ثم أضف مرجعًا من نتائج البحث.
لمَ اختفت إجابتي؟
قد يتخذ المشرف قرارًا بحذف السؤال أو إغلاقه، أو قد يحدث هذا تلقائيًا عبر النظام. لتلافي ذلك:
1.لا تنسخ أسئلة الآخرين.
2. استخدم أسلوبًا لغويًا سهلاً، وقدم إجابة دقيقة مفيدة عن السؤال.
3. التزم بالقوانين والأنظمة المحلية واحرص على عدم انتهاكها.
إنّ أي محتوى غير مرغوب فيه أو أي انتهاك للقوانين المحلية قد يؤدي إلى تجميد حساب المستخدم المعني أو إزالته.
الرجوع إلى أعلى
التصنيفات
ما هو التصنيف؟
التصنيف طريقة سهلة لتصنيف المواضيع، وقد تكون التصنيفات كلمات رئيسية تتلاءم  وموضوع السؤال أو الفئة التي تنتمي إليها المواضيع. وبإضافة تصنيفات إلى الأسئلة، تتيح للمستخدمين المهتمين مشاهدتها في الصفحات المناسبة، ويمكنك أيضًا الاشتراك في التصنيفات وتكوين صداقات مع أشخاص يشاركونك اهتماماتك.
كيف يمكن الاشتراك في التصنيفات؟
في كل صفحة تصنيف زر"" بجانب اسم التصنيف، انقر على الزر "" المناسب لتصنيفك المفضلز كذلك يمكنك استخدام مربع البحث أعلى كل صفحة للعثور على التصنيفات التي تهمك.
كيف يمكن إلغاء الاشتراك في تصنيف؟
لإلغاء الاشتراك في تصنيف، ادخل صفحة التصنيف وانقر على الزر"" بجانب اسم التصنيف.
الرجوع إلى أعلى

كيفية عمل مدونة مجانية على وورد بريس

أولا : أدخل على موقع الووردبريس في الإنترنيت :  www.wordpress.com 

 ثانياً :
إذا كنت تريد اللغة العربية فحول الصفحة كما في الصورة التالية :











 1. اختر اسم النطاق – اسم المدونة باللغة الإنجليزية – .
2. كلمة مرور للتحكم بالمدونة و الدخول إليها و الكتابة عبر صفحاتها.
3. أيميل حقيقي حتى  تصلك عبره كلمة التفعيل الخاصة بموقعك المجاني .





 . سيظهر لك اسم النطاق – الدومين – الذي يشمل اسمك و هنا هو باسم : www.naseemnajd.wordpress.com
2. عنوان المدونة لذي سوف يظهر على سطح المدونة ,لذا اختر العنوان المناسب للمدونة , أنا سميته نسيم نجد و بالعربي
3. لغة المدونة
4. ثم الخصوصية و أضغط بعدها التسجيل



 . اسم المدون الأول
2. اسم المدون الأخير

3. نبذة عن المدون




 بعد الضغط على رابط التفعيل من البريد الإلكتروني سوف تظهر الصفحة أعلاه وتحتوي : 1. اسم نطاق المدون
2. كلمة السر
3. رابط لتشاهد مدونتك الجديدة – ألف مبروك أصبح لك قدم في الشبكة العالم






 هذه هي المدونة…
1. فيحسن بنا أن نغير ما بداخل المربع الأول بأي جملة تعبر عن صاحب المدونة

2. رسالة ترحيب من ووردبريس wordpress ويمكن أن تغيرها





 إذا عدت للصفحة الرئيسية أو عن طريق تسجيل دخول من المدونة تستطيع أن تدخل لوحة التحكم , فمالذي يوجد داخل لوحة التحكم . سوف نعرف عبر السطور التالية …




 . تدوين :وتعني الصفحة التي تستطيع أن تكتب بها أي موضوع و تنسيقه و وضع الصور و الروابط من داخله .
2. إدارة المحتويات : تستطيع عبرها أن تتحكم بالكثير من محتويات المدونة .
3. تصميم : إذا كان لا يعجبك القالب والمظهر للمدونة تستطيع أن تختار أي تصميم من عشرات التصاميم المعروضة .
4. التعليقات : زوار مدونتك سوف يكون لهم تعليقات , قد تعجبك هذه التعليقات و قد لا تعجبك , فتستطيع أن توافق عليها أو تحذفها أو تغيرها .
5. ترقيات : تستطيع عن طريق هذا الرابط أن تواكب الترقيات التي يقدمها الووردبريس لمستخدميه .
6. تغيير القالب :عند الضغط عليه سوف تظهر لك العشرات ,اختر مايناسبك .ثم أضغط تفعيل .






لو رأيت في الجانب الأيمن من المدونة لوجدت ثلاث خانات , صفحات , و الأرشيف , و تصنيفات .
• تصنيفات : تعني بكيفية تصنيف المواضيع وفهرستها , مثال لذلك , قسم الكمبيوتر ,قسم التصوير , قسم الخواطر , قسم الرحلات , و يمكن إنشاء التصنيفات و ذلك عند كتابة تدوينة , بحيث تصنف التدوينة إما تابعة لأقسام سابقة موجودة , أويتم وضع تصنيفات جديدة .
• الأرشيف : هي الصفحات والموضوعات التي كتبت في كل الشهور منذ بدء المدونة .
• الصفحات : تعني إنشاء صفحة جانبية تبقى مثبته تتحدث عن شيء أساسي وثابت ,مثل السيرة الذاتية لكاتب المدونة , سجل الزوار …و غيره…وطريقة الإنشاء هي كالتالي :














 . قد تكون بحاجة إلى وضع روابط في مدونتك بشكل صفحات تعريفية كمثال : صفحة تعريفية بصاحب المدونة , و صفحة لفهرس المدونة , و صفحة لسجل الزوار , فعن طريق ( تدوين + صفحة ) تستطيع أن تنشئ مثل هذه الصفحات وتنسقها .
2. حيث الصندوق يحتوي على كل وسائل التنسيق من اختيار حجم الخط , و لون , و رفع الصور , و الروابط وغيرها .
3. مربع يخيرك إن كنت تريد أن تنشر ما كتبته أو الاحتفاظ به دون النشر .
4. تحرير : تعني هذه أمكانية التعديل مرة أخرى على التنسيقات التي كتبتها .
5. حفظ أو نشر : الحفظ يحفظه بدون أن يطلع عليه الآخرين , والنشر ينشره على الشبكة العنكبوتيه .














 بنفس الطريقة السابقة تستطيع أن تضيف موضوعاً كاملاً . و يكون هذا الموضوع في وسط المدونة ,
أنظر إلى الصورة التالية بعد أن كتبت الموضوع , فقد ظهر في وسط الصفحة بشكل منسق , ويمكنني تحريره من الرقم ( 1 ) و العنوان هو الذي يشير إليه الرقم ( 2 )








اختر تصميم وعندها سوف يظهر لك العشرات من القوالب .
القالب الحالي سوف يظهر لك بالجانب الأعلى .
هنا الإشارة إلى عدد من الصفحات تحتوي على قوالب مختلفة  , فاختر القالب وأضغط عليه , وسوف تنبثق لك شاشة صغيره فيها قالبك الجديد , و في الجانب الأيمن منها كلمة ( active ) أضغط عليها وسوف يستبدل قالبك القديم بالقالب الذي اخترته .

ملحوظة :
وإذ لم تظهر لك كلمة (active) فعليك بالضغط على الفأرة يمين فيظهر لك الخيارات التالية واختر التي علم عليها بدائرة حمراء .فاختر ترميز و ثم اختر التحويل من اليمين لليسار وسوف تظهر لك الكلمة (active )

عمل حساب على جوجل ومدونة على بلوجر

لإنشاء مدونة في بلوجر-Blogger يشترط أولا و قبل كل شئ أن يكون لديك حساب جوجل-google لأن بلوجر-Blogger تابعة أصلا للشركة الضخمة google ، و لإنشاء هذا الحساب يتطلب منا فقط فتح حساب في بريد g-mail و الذي يمكنك هذا الأخير من المشاركة في باقي خدمات google ، و سوف أقوم بشرح ذلك و بالتفصيل الممل من كيفية فتح حساب في جوجل-google الى غاية انشاء مدونة في بلوجر و هي طريقة سهلة جدا فقد تتبع معي بالصور و الشرح .

 تدخل الصفحة الرئيسية للجوجل :  www.google.com


 و تقوم بفتح حساب في بريد g-mail عادي جدا مثل فتح أي e-mail ، و اليك الصور فهي توضح كل شئ
 
  


 




 


الأحد، 22 سبتمبر 2013

حقيقة الثورة

ثورة على النفس
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الذى أكرمنا وكرَّمنا وجعلنا من عباده المسلمين، وأعزَّنا بعز شرعه فى الدنيا بين الخلق أجمعين، ونسأله عز وجل أن يتم علينا النعمة أجمعين فيجعلنا من الفائزين الناجحين يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده مقاليد الأمور، وتصريف الدهور، سبحانه سبحانه هو وحده الذى يُغَير ولا يَتغير، ويُحَول ولا يتحول، ويُقَلب ولا يتقلب، ويُصَرف ولا يتصرف، بأنه وحده هو الفعال لما يريد، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، النجم الساطع بين النبيين والمرسلين، والذى أصلح به مولاه أمور الدنيا وتعاليم الدين، وجعل الخلق به بعد الذلة يعزون، وبعد الفقر يستغنون، وبعد التفرقة يجتمعون، وجعلهم به خير أمة أخرجت للناس أجمعين، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا أجمعين للعمل بشرعه يا الله، واجعلنا أجمعين تحت لواء شفاعته يوم الدين، واحشرنا فى زمرته فى رياض جنات النعيم أجمعين ...... آمين آمين يارب العالمين.
وبعد أيها الأخوة المؤمنون:
الحمد لله الذى أكرمنا فى بلدنا وغيَّر حالنا وأصلح شئوننا، ولكن أريد أن أهمس فى آذان إخوانى الحاضرين والسامعين أجمعين، أنه لن يتغير حالنا إلى أحسن حال، ولن تفيض الأرزاق وتزيد الأموال إلا إذا غيَّرنا ما بنفوسنا، لابد لنا من ثورة فى نفوسنا أجمعين، نساءاً ورجالاً، شباباً وشيوخاً، أفراداً وجماعات، لأن الله عز وجل يقول: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [11الرعد] وما الذى فى نفوسنا أو فى نفوس البعض ويحتاج إلى التغيير؟ لابد أن نقتلع الأنانية من جذورها، ويكون الفرد أحرص على الجماعة من نفسه لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم فى ذلك: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } فتتلاشى النزعات الفردية، والأهواء الفردية فى سبيل المصلحة العامة الجامعة التى فيها خير لهذه الأمة المحمدية، ننتزع الأحقاد من جذورها، نقتلع الأحساد والبغضاء من صدورنا، ونكون كما وصف الله المؤمنين – ونحن إن شاء الله منهم – فى كتابه: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [47الحجر] لابد أن ينزع المؤمن كل ما فى قلبه من الأشياء الفردية التى تجعله يُؤثر نفسه على غيره، ويُفضل مصلحته الشخصية على مصالح الجماعة، وكل تكالبه على شهوته أو حظه أو على ما يرجوه فى هذه الساعة، ولا شأن له فى الآجل والعاجل بشأن الجماعة، لأن هذا هو أُس المرض الذى أخَّرنا هذه السنين الطوال، وكل من يجرى محاسبته الآن، وما نراه وما نقرأه لهذا المرض اللعين الذى استشرى فى صدورهم، ولذلك إذا أردنا إصلاح أحوالنا أجمعين لابد أن نعالج هذه الأمراض فى قلوبنا، قال حبيبى وقرة عينى صلى الله عليه وسلم: { إن فى الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب } وكان صلى الله عليه وسلم جالساً فى يوم بين إخوانه من الأنصار والمهاجرين، وجاء رجل عليه أثر الوضوء من بعيد، فقال حضرة النبى صلى الله عليه وسلم عندما رآه: { يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة } فجلس الرجل فى مجلس حضرة النبى، ثم بدا له أن يقوم فقام، فقال صلى الله عليه وسلم فى شأنه:
{ قام عنكم الآن رجل من أهل الجنة } ورُوى أنه تكرر منه هذا الحوار ثلاث مرات، وكان فى المجلس عُبَّاد الصحابة، وكان منهم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، وعبد الله بن عمرو رضى الله عنهما، وكانا يقومان الليل كله بين يدى الله راكعين ساجدين، ويصومان الدهر كله إلا الأيام التى حرَّم صيامها سيد الأولين والآخرين، فقالا فى نفسيهما وما العمل الذى يزيد به هذا الرجل علينا ليكون من أهل الجنة؟! فأخذهما الفضول فذهب أحدهما إلى بيته، ولما دقَّ عليه الباب وفتح له زعم أنه جرى خلاف بينه وبين أبيه ويطمع فى استضافته، فأضافه، وانتظر يراقب عمله، *** يجده يقوم بعد صلاة العشاء إلا قبل الفجر بساعة ويتوضأ ويذهب لحضور صلاة الفجر مع الحبيب فى الجماعة، وفى الصباح يُقدم له الفطور ويفطر معه، وفى اليوم الثانى كذلك وفى الثالث كذلك، فقال له: يا عماه لم يحدث بينى وبين أبى خلاف ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى شأنك: { يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة } ويقول بعد قيامك: { قام عنكم الآن رجل من أهل الجنة } فما العمل الذى تعمله وتستوجب به ذلك؟ قال: والله لا أزيد عما رأيت، ولما رأى الحيرة فى وجهه قال له: غير أنى أبيت وليس فى قلبى غل ولا غش ولا حقد لأحد من المسلمين، قال: فبذلك، فذهب عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا به صلى الله عليه وسلم يوجه الخطاب له ويقول: { يا بنى إن استطعت أن تبيت وليس فى قلبك غل ولا غش ولا حقد لأحد من المسلمين فافعل فإن ذلك من سنتى ومن فعل سنتى كان معى فى الجنة } هذا حال مجتمع المؤمنين الذين أصلح الله بهم الدنيا، وأصلح الله لهم شئونهم أجمعين، محو الفردية من نفوسهم، وأصبح كل همهم فى مصالح الجماعة، وفى الحرص على إخوانهم، ناهيك عن أن الله عز وجل جعل عبادة هذه الأمة الفاضلة بعد الفرائض هى التى تتعلق بالخلق، ليس العبادة التى ترفع المرء درجات عند الله قيامه الليل قائماً أو راكعاً أو ساجداً، أو صيامه الدهر، أو تلاوته لكتاب الله، أو تسبيحه وتهليله وذكره لله، لأن كل ذلك عمل صالح يقول فيه الله: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }[15الجاثية] أما العمل الأكبر فى الفضل والغنيمة عند الله هو الذى يتعلق بخلق الله، وقد أوجب النبى صلى الله عليه وسلم لكل مسلم حقوقاً فى أعناق إخوانه المسلمين أجمعين، وإذا كان المسلم يتغاضى عن المطالبة بحقوقه فى الدنيا فإن الذى يطالب بحقوقه يوم القيامة هو أحكم الحاكمين ورب العالمين عز وجل، جعل لك حقاً على كل مسلم أن يُسَلم عليك إذا قابلك، وحق على كل مسلم فى عنقك أن تُسَلم عليه إذا لقيته سواء عرفته أو لم تعرفه، لأن الحبيب قال لأبى هريرة رضي الله عنه: { يا أبا هريرة ألق السلام على من عرفت ومن لم تعرف ينشرح صدرك للإسلام } أين نحن الآن من هذه الشعيرة؟ أين نحن الآن من هذا الحق؟ إذا دخلت المسجد تُسَلم على الحاضرين، وإذا خرجت من المسجد تُسَلم على من تراهم فى الشارع، وإذا دخلت بيتك تُسَلم على أهلك، وإذا خرجت من عندهم تُسلم مودعاً لأهلك، لا تمر على مسلم تعرفه أو لا تعرفه إلا وتُلقى عليه السلام بتحية الإسلام، لا يجوز أن تحييه بما نقول كصباح الخير أو مساء الخير، أو ما شابه ذلك إلا بعد السلام لأنه تحية الإسلام، ينبغى على كل مسلم حقوق سأسردها عداً لأن شرحها يحتاج إلى وقت طويل، يقول فيها صلى الله عليه وسلم: { حق المسلم على المسلم أن يُسَلم عليه إذا لقيه، وأن يعوده إذا مرض، وأن يُشَيع جنازته إذا مات، وأن يُعينه إذا احتاج، وأن يُهنأه إذا فرح، وأن يُعذيه إذا أصيب } حقوق وواجبات لابد لكل مسلم أن يقوم بها لإخوانه حتى يكون المسلمون أجمعون كرجل واحد أو كأسرة واحدة يقول فيهم الله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }[10الحجرات] فإذا لم يقم بهذه الحقوق وكان يوم الدين، يأتى رب العالمين بالرجل الذى قصَّر فى حقوق إخوانه المسلمين ويقول: { عبدى مرضت *** تعدنى، فيقول: سبحانك تنزهت كيف تمرض وأنت رب العالمين؟! فيقول: مرض عبدى فلان *** تعده، ولو عدته لوجدتنى عنده } من الذى نزوره فى حيز نطاقنا؟ قال الحبيب لنا: { امشى ميلاً وزر مريضاً } أى يجب عليك أن تتحسس المرضى وخاصة الفقراء على مسافة كيلو مترين إلا ربع من جميع الجهات حتى يتكافل المؤمنون ويكونون يسعون لمنافع بعض ويرفعون شأن بعض، ثم يقول: { عبدى جعت *** تطعمنى، فيقول العبد: سبحانك تنزهت كيف تجوع وأنت رب العالمين؟! فيقول: جاع عبدى فلان ولو أطعمته لوجدت ذلك عندى } أما المؤمن الذى يأكل فى بيته وسكنه ما لذ وطاب ولا يحس بمن حوله فيقول فى شأنه الحبيب: { والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع ولا يشعر به }لابد أن يستشعر هذا لإخوانه المؤمنين، أما من يغش المؤمنين فى كيل أو وزن أو بيع أو شراء أو كلام أو غيره فيقول فيه الحبيب: { من غشنا فليس منا } ليس من أمة الحبيب المختار، ومن يُخزِّن الطعام فى وقت ليُغلى سعره على المؤمنين يقول فيه صلى الله عليه وسلم: { من احتكر قوتاً ليُغلى على المؤمنين أسعارهم فليتبوأ مقعده من جهنم } والقوت هو الطعام الذى يؤكل كالدقيق والخبز والسكر والزيت أو ما شابه ذلك، فليس من المسلمين من يفعل ذلك لأنه وصف المسلمين فقال: { ترى المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى رأسه اشتكى كله } أو كما قال: { ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة }
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الذى يُعز من يشاء ويُذل من يشاء ويؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من تمسك بشرعه هداه، ومن هداه إلى قربه آواه، ومن آواه جعله فى أرغد عيش فى الدنيا وأسعد حال يوم لقياه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، التقى النقى، الذى جعله مولاه رحمة تامة سابغة للخلق أجمعين، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين وعلى صحابته المباركين، وعلى كل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين .... آمين آمين يارب العالمين.
أيها الأخوة المؤمنون:
دعانا الله عز وجل أجمعين إلى أن نتكاتف ونتعاون ونتماسك لنصلح شأن بلدنا وشأن أوطاننا وشأن كل شئ هو لنا، لا نقول الحكومة ونقف صامتين ونسعى إلى المظاهرات بين الحين والحين مطالبين الحكومة التى لم تثبت أقدامها بعد
بما لا تستطيع أن توفيه، وإنما نضع أيدينا فى أيدى بعضنا ونكون كما قال الله: { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }[105التوبة] نعمل ونبدأ العمل والله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا، ونوقف هذه التُرهات وهذه الخلافات، ونعين شبابنا على ترشيد أمورهم وعلى تصويب أفكارهم وعلى الأشياء العظيمة التى يقومون بها لبلدهم، فنجدهم يسعون لتجميل الشوارع والميادين، لماذا لا نشاركهم؟! من شاء فليشاركهم بماله، ومن شاء فليشاركهم بنفسه، ومن شاء فليشاركهم بما يستطيع لأن الإسلام كما قال نبيه: { بنى الإسلام على النظافة } ديننا دين النظافة، يحب نظافة البيوت ونظافة الشوارع ونظافة الأفراد، دين يحرص لكل من يحضر صلاة الجمعة أن يغتسل ويلبس أحسن ما عنده ويضع أفخر عطر عنده حتى تكون المساجد كلها معطرة ولا يُشم فيها إلا الروائح الطيبة، ويأمر القائمين على المساجد أن يجمرونها بالبخور، فالمساجد تكون رائحتها بخور والأشخاص رائحتهم عطرة، هكذا حال هذا الدين لأن الله كما قال صلى الله عليه وسلم: { إن الله جميل يحب الجمال } فأعينوا شبابكم على تجميل بلدتنا وشوارعنا بما تستطيعون، وقولوا للناس حسناً، وإياكم والغيبة والنميمة فإن هذا زمان تكثر فيه الغيبة والنميمة، لا تسب أحداً إلا إذا تحققت، ولا تتكلم فى حق أحد إلا إذا وقعت فى يديك مستندات، لأن المسلم كما قال فيه صلى الله عليه وسلم: { كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } وإذا وقعت معك المستندات فهناك جهات خُصصت لذلك فأرسلها إليها وهى تتولى ذلك، لكن علينا فى هذا الوقت الكريم أن نعمل بقول حبيبنا صلوات ربى وتسليماته عليه: { إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه }.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خطبة الجمعة لسماحة الشيخ فوزى محمد أبو زيد بتاريخ29 من ربيع الأول1432هـ 4/3/2011م
http://www.fawzyabuzeid.com/

السبت، 21 سبتمبر 2013

الحل القرآنى لما تمر به مصر الآن


المــــــكان : حدائق المعادى ــ مسجد النور
التاريـــــخ : الجمعة 3/2/2012 موافق 12 ربيع أول 1433 هـ

فضيلة العالم الربانى الشيخ / فوزى محمد أبوزيد 
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله تعالى بمصر 
الموضوع : الظروف الحالية فى مصر ومفتاح حلها القرآنى

الحمد لله رب العالمين، له الحمد فى الأولى والآخرة وله الحكم وعليه صلاح الأحوال وإليه ترجعون ونسألك اللهم أن تُطمئن قلوبنا وتؤمن خوفنا وتقضى على المنافقين من بيننا حتى نعيش فى أمن وسلام وإطمئنان تام، ويتحقق فينا قولك سبحانك :
{ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ الله آَمِنِينَ } يوسف:99
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له، حكمٌ عدلٌ قوى فى الفصل، إذا أمهل للظالم يُملى له فإذا أخذه لم يفلته، وأشهد ان سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، أرسله إلى العرب وهم أّذّل الناس شعوبا واخوف الناس أمناً وأفقرهم مالاً ..فآمنهم الله عزوجلّ به وبشرعه من الخوف واعزّهم به بعد ذلةّ واغناهم به بعد فاقة وجعلهم باتباع شرعه والسير على هديه سادة الأمم فى عصورهم .
فاللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد واعد لنا ماكان عليه سلفنا الصالح من سلامة القلوب ومن طهارة الصدور ومن العمل بشرعك يا ألله .. آمين .. آمين يا رب العالمين ..
أيها الأخوة جماعة المؤمنين وقد كثرت المشاكل وزادت عن الحد فى مجتمعنا الآن بعد أن كنا نظنُّ أن المشاكل ولَّت ولا رجعة فيها، كيف نقضى على هذه المشاكل جميعها ؟
وكيف ننتهى من كل هذه الخلافات ويرجع إلينا عزّ الأمن والأمان ! والحياة المطمئنة فى جوار حضرة الرحمن ؟
نعرض ذلك على الله عزَّ وجلّ لعلّ الله عزَّ وجلّ أن يُجيبنا على ذلك، ما الحلّ يا رب لكل مانحن فيه الآن ؟
الحلّ فى آية من آيات القرآن نأخذها ونعمل بها كما أمر الرحمن!!
ولما كان اليوم هو ميلاد أعزّ إنسان وأغلى الناس قدراً عند حضرة الرحمن، والذى ينبغى أن يكون أحبّ إلينا من نفوسنا وأموالنا وأهلينا والناس أجمعين وهو رسول الله صلى الله عليه وسلمّ ... فنتلمَّس الحلّ فى آية من آيات كتاب الله أمرنا الله فيها أن نقتدى بحبيبه ومصطفاه فقال لنا عزّ شأنه :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الاخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا}الأحزاب:21
وهل نحن الآن غير متبعين لحضرته ؟
نحن والحمد لله كلنا متبعون لحضرته صلوات الله وسلامه عليه، ولكن أغلبنا يتَّبعه فى باب! ولا يتبعه فى سائر الأبواب، أغلبنا يتأسّى به ويقتدى به فى باب العبادات .. فى الصلاة .. فى الصيام .. فى الزكاة .. فى الحج!!
لكن من الذى يقتدى به فى سلوكه ؟
من الذى يقتدى به فى أخلاقه ؟
من الذى يقتدى به فى البيع والشراء ؟
من الذى يقتدى به فى بيته ومعاملته لزوجه وتربيته لأولاده ؟
من الذى يقتدى به فى تعامله مع الجيران ؟
من الذى يقتدى به فى كيفية حديثه والألفاظ التى تخرج من فيه (فمه) ؟
من الذى يقتدى به فى مشيه وركوبه وقعوده بل ونومه ؟
من الذى يقتدى به فى صلة الأرحام ؟
وفى البر بالفقراء والمساكين والعطف على الأيتام ؟
من الذى يقتدى به فى إزالة الأذى وإماطته عن طريق المسلمين ؟
ونحن نرى المسلمين يقطعون الطريق على إخوانهم فى كل ربوع البلاد ليضرون مصالحهم و يعطلونهم عن شواغلهم عامدين!، وهم يعلمون علم اليقين انهم متضررون كما هم متضررون، وليس بأيديهم حلاً لما يريدونه من مصالح دنيوية عفنة لا تُغنى عن أمور المجتمع الذى نحن جميعاً شركاء فيه!!،
وغيرها من الأمور التى نحن فى أمّس الحاجة إلى الإقتداء فيها برسول الله صلى الله عليه وسلمّ .كان صلى الله عليه وسلمّ كما علمه ربه عزَّ وجلّ
وبيَّن لنا فى قرآنه هو القدوة والمثل فى كل حركة أو سكنة من حركات أو سكنات حياته!! ولذا ينبغى على كل مسلمٍ منا أن لا يفعل أمراً صغيراً أو كبيراً
ولا يتحرك حركة ولا يسكن سكنة إلا ويزنها بأفعال النبى صلى الله عليه وسلمّ.
فأنت لو وزنت أفعالك وأحوالك بأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلمّ، ولو كانت أفعالاً تظنها عادية وليست فى نظرك عبادية!
كأن تتأسى به فى طريقة الكلام ومعاملة الأنام والحركة فى السير والمشى خالياً أو فى الزحام! تثاب على ذلك وتؤجر على ذلك ويصير العمل الذى هو فى نظرك عملٌ عادىٌ عبادةً لله جلّ فى عُلاه
تستحق عليها أعلى أنواع الأجور وأفضل أنواع الثواب وأرفع مقامات التكريم عند حضرة الكريم عزوجلّ ... لأنك تشبهت بحضرة بحبيب الله ومصطفاه صلوات الله وتسليمته عليه .
أما لو سار الإنسان فى حياته وفى دنياه على ما تأمره به نفسه وهواه ولم يُوفق للتأسى فى كل ذلك بسيدنا رسول الله
كانت هذه الأعمال وبالا عليه يوم يلقى الله، ولا يجد لها حسنة
ولا أجرا ولاخيرا ولا برَّاً !!
لأن أساس الأجور عند الله أن يكون العمل مطابقاً لما كان عليه رسولنا الكريم صلوات ربى وتسليماته عليه .
مشى على هذا المنهاج أصحابه الكرام فأعزّهم الله على جميع أعداء الله
وأغناهم الله ... وجعلهم وجهاء فى الدنيا وسادة وعظماء فى الآخرة مع حبيب الله ومصطفاه ولذلك قال سيدنا عمر رضى الله عنه :
[إنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بالإسْلاَمِ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّه بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ][1]
فنحن جماعة المؤمنين أجمعين فى أيام ذكرى ميلاد سيد الأولين والآخرين نحتاج إلى ثورة داخلية قلبية وصحوة إيمانية!!
ليس فى المساجد فقط ولكن فى الشوارع وفى المجتمعات وفى المعامل والمصانع والمدارس والجامعات.
نرجع إلى القيم التى أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونرجع إلى الأخلاق التى كان عليها ونرجع إلى الأحوال التى أمرنا أن نتجمّل بها
فإذا قمنا بذلك مجتمعين وجمعنا قلوبنا على ذلك فإن الله لن يخيّب رجاءنا بل سيُصلح جميع أحوالنا
لقد وقف النبى ذات يوم امام الكعبة المعظمّة وخاطبها قائلاً :
{ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ. مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ. مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْراً }[2]
وقال صلى الله عليه وسلمّ :
{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ . دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ }[3]
حرّم علينا الإسلام ان نعتدى بالقول او بالفعل باللسان أو باليد أو بالسلاح أو بالتشنيع والتجريح على كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
من سبَّ واحداً من المسلمين العاديين، ما وصفه وما نعته ؟
يقول فيه حضرة النبى صلى الله عليه وسلمّ :
{ سِبابُ المُسْلمِ فُسوقٌ }[4]
أى ان من سبَّ مسلماً صار فاسقاً والعياذ بالله عزوجلّ، اما من يقتل، فيقول فى باقى الحديث : { وَقِتالُه كُفْر }.
أما من يشنّع على مسلماً وهو يعلم أنه غير ذلك، وإنما يشنّع عليه
قاصداً أن يهدمه أمام المجتمع وأن يُخزيه أمام إخوانه المؤمنين،
يقول فيه صلوات ربى وتسليماته عليه :{ مَنْ قالَ في مُؤْمِنٍ ما لَيْسَ فِيهِ أسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قالَ }[5]
لأنه لا ينبغى لمسلم ان يُشنّع على مسلم ولا يعتدى على مسلم وإنما المؤمنون أجمعون شرقاً وغرباً .. نساءً ورجالاً .. شيوخاً واطفالاً..
قال الله عزوجلّ لنا فيهم أجمعون :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } الحجرات:10
كلهم اخوة بينهم التآلف .. بينهم التواد .. بينهم التحاب .. بينهم الشفقة والعطف والرحمة بينهم اللين، بينهم كل الأخلاق الكريمة
التى كان عليه سيد الأولين والآخرين ويجمعهم قول الله عزوجلّ
فى كتابه المبين :{ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } الفتح:29
رحمة سابغة فى المعاملة، فى الحديث
فى البيع فى الشراء، فى الأجر فى المستشفيات
فى الأجر فى المدارس التى بالمصروفات
رحماء بينهم
والشدة على من ؟ أشداء على الكافرين ...

لكن وجدنا فى هذه الأيام الشدة يعانى منها المؤمنون ويُروّع منها المسلمون ويُخاف منها الآمنون المُطمئنون وإذا سكتنا ولم نتحرّك سيأتى علينا الدور أجمعين!!
من منا لم يعانى فى طريقٍ سار فيه فوجد الطريق مقطوعاً
واستمّر ساعات حتى وصل ؟ من منا لم يركب مواصلة من المواصلات
فوجد فيها الغاصبين والمسجلين خطر يريدون أن يعتدوا على الآمنين!!
والكل يأخذ نفسه جانباً ويقول :
وأنا مالى، إذا قلنا جميعاً ذلك حاق بنا أجمعين مانراه الآن .
يا أمة خير الأنام، يا أمة بلدٍ مدحه الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم السلام..
يامن قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلمّ:
{ إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا
فذلك الجند خير أجناد الأرض }
[6]
بلدكم يُدمَّر والإقتصاد يُدمَّر والأمن يُدمَّر والمنشآت تُدمَّر!!! كيف نعيش فى بلدٍ يُدمَّر ونحن نتفرّج .... وكلٌ يقول ما شأنى ماذا أصنع وماذا أفعل ؟
ليس هذا حال المسلمين وليس هذا حال المؤمنين وإنما المسلمين
والمؤمنين يتكاتفون، قال صلى الله عليه وسلمّ :
{ المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشُدُّ بعضُهُ بعضاً، وشَبَّكَ بينَ أصابعِه }[7]
لابد أن نتكاتف لإزاحة هؤلاء المنافقين وليكن ما يكن .
لابد أن نهبَّ جميعاً لتطبيق الأخلاق المحمدية والأوصاف القرآنية التى أمرنا الله ان نكون عليها فى حياتنا الدنيوية ويكفينا فى هذا المقام لو تخلقنا بخلقٍ واحد كان عليه الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم السلام حتى قبل بعثته وقبل تكليفه برسالته، لقد كان صلى الله عليه وسلمّ يُدعى بين قومه قبل ان ينزل عليه وحى السماء ، وقبل أن يجتبيه الله للرسالة وقبل أن يتنزَّل عليه القرآن، كان يُدْعى بينهم : الصادق الأمين، والأمة كلها وصفها الله فى القرآن، فماذا قال ؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } التوبة:119
الأمة كلها إسمها أمة الصادقين ..لا يكذب أحدهم .. لا كباراً ولا صغاراً
حتى فى اللهو حتى فى اللعب، أمناء حتى فى الكلمات التى يستمعون إليها، على البضاعة التى يبيعونها للخلق، على المهمة التى كُلفّوا بها
على العمل الذين يقومون به فى كل أمر
فلو تخلَّقت الأمة بالصدق والأمانة لرفع الله عنا كل عناء .فما بالكم لو تكاملت أخلاق النبوة فينا، وكانت أوصاف القرآن فيما بيننا ..
ينزل علينا الرخاء من السماء ومن الأرض ويجعل الله حياتنا كلها فى هناء ...
لأنه يقول وهو الصادق الوعد الذى وعده لا يخلف :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ } الأعراف:96
فإذا سكتنا عن الباطل فقد ورد فى الأثر :{ لعن الله قوماً أضاعوا الحق بينهم }.
فقال فيما رواه عن جبريل وقوم موسى : ( أن الله عزَّ وجلَّ أمر جبريل : إنزل إلى قوم موسى فى مكان كذا، فاجعل بيوتهم أعلاها فى الأرض وأسفلها فى السماء، فقال : يا رب إن فيهم الصالحين ؟ قال : فبهم فابدأ، قال ولماذا يا رب ؟ قال : لأنهم رأوهم على المنكر ولم ينهونهم عنه، فابدأ بهم أولاً )
{ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } المائدة:79
وأنتم قد مدحكم الله قبل هذا الكون كله فقال فى هذه الأمة :
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ - لم الخيرية ؟- تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله} آل عمران:110
قال الإمام مالك رضى الله عنه:
{ إنما يصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها } [8].
وقال صلى الله عليه وسلمّ : ( التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له )فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ..

الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله ولى المؤمنين ومجيب السائلين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله خير من تحقق بالصدق واليقين .. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله المتقين وصحابته الأنقياء الأبرياء وكل من تبعهم على هذا الهُدى والنور إلى يوم الدين وعلينا معهم اجمعين آمين .. آمين يا رب العالمين .. أيها الأخوة جماعة المؤمنين :
ضرب نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلمّ مثلاً للمجتمع الذى نحن فيه أو أى مجتمع بأننا كقوم ركبوا فى سفينة : جماعة لهم أعلاها وجماعة لهم أدناها، وأراد الذين فى الأعلى أن يمنعوا الذين فى الأدنى من الشرب من ماء البحر، ففكّر الذين فى الأسفل ان يحفروا فى جدار السفينة ثقباً يأتيهم منه ماء البحر، فلو تركوهم لهلكوا جميعاً، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا جميعاً .
وهذه سفينة هى مصرنا الآن، فينا قلَّّةٌ موالين للأعداء لا يريدون إلا المصلحة الشخصية والأموال التى تأتيهم من جهات أجنبية لتشتيت هذا البلد وعدم وجود إطمئنان فيه على الدوام، حتى يتسنَّى لهم أن يصنعوا فيه مايريدون
بل ربما يأتوه بقواتهم وله يحتلون لأنهم كانوا يعلمون أن فى العهد السابق كانت إسرائيل مطمئنة، وإسرائيل قلقة منذ تولَّى هذا العهد الماضى .. خائفة من مصر ولا تخاف إلا من مصر لأنها القوة الضاربة فى بلاد العرب أجمعين .
فتريد أن تكون دائماً وأبداً فى قلاقل تُصدّر لها الزلازل عن طريق سيناء، تُصدّر المخدرات بأنواعها لشبابنا عن طريق سيناء، وتُصدّر المجرمين عن طريق سيناء، وحوادث خطف وسرقة السيارات وتهريب الوقود، ونحن جميعاً مستسلمون!! و من إستعصى عليه الحصول على شيء يقطع الطريق!!، يقوم بمظاهرة ويعمل أعمالاً صبيانية لا تليق بجماعة المسلمين العقلاء !! تقطع الطريق على من ؟ أعلى المسئولين ؟ إن كان على المسئولين المتسببين مثلاً فلا مانع!، لكنك تقطع الطريق على المؤمنين أمثالك الذين يعانون مثلك من شظف الحياة ومكابدة العيش فى الدنيا .
ربما أن يكون مريضاً يريد ان يُسرع إلى المستشفى فتتسبب فى مضاعفة آلامه وزيادة مرضه وقد حدث ان بعضهم توفّى من كثرة إحتجازه فى الطريق، من الذى قتله ؟ الذى قطع عليه الطريق .
ثم بعد ذلك .. ماهذه الفظاظة والغلظة فى التعامل فى أى زمان ومكان، حتى الذين ذهبوا يتسلُّون بمشاهدة الرياضة .تحدث لهم الحوادث المؤسفة والمؤلمة!!.
ماهذا الذى يحدث ؟
هذه أيدٍ أجنبية تحتاج إلى وقفة منا جماعة المؤمنين أجمعين، نتعاون ونتكاتف ونتآذر وندعو الله عزَّ وجلّ أن يقضى على هذه الفتن المستمرة حتى تظلّ مصر قوية آمنة مطمئنة فتكون كما ورد فى الأثر:
{ مِصْرُ كِنَانَةُ الله فِي أَرْضِهِ، مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إِلاَّ أَهْلَكَهُ الله }[9]
ونحن فى ليالى الحبيب المختار نريد ان نقرأ سيرته ونتصفح أخلاقه وننظر فى هديه القويم ونعلمّ ذلك لمن حولنا ولأولادنا ولنسائنا لنجدد عهدنا بمتابعة حبيبنا ونبينا صلوات ربى وتسليماته عليه .
نسأل الله عزوجلّ بقلوب منكسرة ان يكشف عنا مانزل بنا..
اللهم إكشف عنا ما نزل بنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وخذ على أيدى الفاسقين والكافرين والمحرضين ومن عاونهم أجمعين،اللهم إجعل بلدنا مصر بلداً مطمئنا سخاءً رخاءً واغننا بخيره وبرّه عن جميع العالمين .
اللهم اغننا بخيرك وبرك فى مصر حتى لا نحتاج إلى معونة أميركا ولا غيرها من الدول المارقة الكافرة، ونصير أعّزة بالله .. أغنياء بدين الله موفقين للعمل بشرع الله مسددين فى حركاتنا وسكناتنا فى هذه الحياة، لنا رهبة فى قلوب اليهود ومن عاونهم من الكافرين ، ونسأل الله ان يُولى امورنا من يصلح أحوالنا واحوال هذا البلد .. اللهم ولِّى أمورنا خيارنا ولا تُولىّ أمورنا شرارنا، وأصلح ولاة أمورنا وحكامنا واجعلهم عاملين لمصلحة البلاد والعباد المصلحة التى لهم فيها نفعٌ وسداد ولهم فى الآخرة عند الله إسعادٌ ورشاد .
اللهم إغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ مُجيب الدعوات يا رب العالمين ، عباد الله إتقوا الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون .
من الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
http://www.fawzyabuzeid.com/index.php?id=1


[1] عَنْ طَارِقٍ،. رواه الحاكم، وقال : صحيح على شرطهما.
[2] سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو
[3] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، صحيح مسلم ، والحديث بتمامه للفائدة { لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِـعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ. وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ. لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى ههُنَا، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِم. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ . دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ }
[4] صحيح البخاري ومسلم ، عن عبدالله
[5] سنن أبي داوود عن عبد الله بن عمر
[6] عمر بن العاص عن عمر فى كشف الخفاء، ووردت فى المقاصد الحسنة للسخاوى
[7] عن أبي موسى رضيَ اللهُ عنه, صحيح البخاري
[8] مجموع فتاوى ابن تيمية، وإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
[9] اشتهر على أنه حديث ولكن لم يرد وقيل فى الدرر المنتثرة وغيرها: لا أصل له، ولكن ورد في كتاب (الخطط) يقال: إِنَّ في بعض الكتب الإِلهيَّة:{ مِصْرُ خَزَائِنُ الأَرْضِ كُلَّهَا، فَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ قَصَمَهُ الله }، وعن كعب الأَحبار:{ مِصْرُ بَلَدٌ مُعَافَاةٌ مِنَ الفِتَنِ، مَنْ أَرَادَهَا بِسوءٍ كَبَّهُ الله عَلَى وَجْهِهِى }، وعن أَبـي موسى الأَشْعري: { أَهْلُ مِصْرَ الجُنْدُ الضِّعَافُ مَا كَادَهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ كَفَاهُمْ الله مَؤُونَتَهُ }، قال تبـيع بن عامر الكلاعي: فأَخبرتُ بذلك مُعاذ بن جبل، فأَخبرني أَنَّ بذلك أَخبرهُ رسول الله.

الإسلام والعلم بداية العام الدراسي


الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، ربانا على نعماءه، وأمرنا أن نقرأ حكمه في أرضه وسماءه، فننظر إليها نظر المعتبرين لا نظر المغترين، ونهتدى بما فيها من براهين ودلالات على قدرة رب العالمين، سبحانه سبحانه الملك والملكوت في قبضته، والعالم العلوى والسفلى رهن إشارته ولا يفعل أحد أمراً إلا بحكمه وإرادته، قضاءه نافذ وحكمه لا يُرد، وله عز وجل الأمر من قبل ومن بعد، وإليه المرجع والمآب وإليه المصير، وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعالى عن الوصول إلى معرفة كنهه بالدلائل والبراهين، لأنه عز وجل: "لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" [الأنعام:103] لا تعلمه العينان، ولا تحيط به أصمخة الآذان، ولكن تحس بقربه وبوده القلوب بعد صريح الإيمان، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله النبي المجتبى والرسول المرتضىالذي كان أول أمر أنزله عليه مولاه في كتاب الله: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق:1-5] اللهم صلى وسلم وبارك على النبي المكين الذي علمه القراءة رب العالمين فقرأ بأمر ربه وهم يعدونه في الأميين، وجعل دينه وأهله دين العلم والعلماء في كل وقت وحين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وكل من اتبع هداه إلى يوم الدين...آمين آمين يارب العالمين.
أما بعد فيا أيها الأخوة المسلمون:
ونحن في ابتداء عام دراسى جديد لأولادنا وأحفادنا، ما دورنا نحن في العلم؟ وماالذي يأمرنا به نحو العلم ديننا؟ لقد جعل نبينا صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وعلى كل مسلمة، ليس لمدة تزيد أو تقصر في كل عام أو تنهى عند مرحلة محددة من العمر، بل جعل طلب العلم في قوله صلى الله عليه وسلم:
{ اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ، عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ } (البيهقي)
والنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان في رحلة الإسراء والمعراج وبعد أن تجاوز سدرة المنتهى ووقف الأمين جبريل وقد كان يصاحبه وقال: يا محمد تقدم واخترق فإلى هنا انتهى مقامي ولو تقدمت طرف أنملة – أى طرف أصبع – لاحترقت: "وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ" [الصافات:164] ثم زج به بيدة زجة فتدلى الرفرف الأخضر وركبه صلى الله عليه وسلم إلى قاب قوسين أو أدنى، يصف الحبيب صلوات الله وسلامه عليه هذه اللحظة فيقول: نزل على لساني قطرة أحلى من العسل وألين من الزبد وأبرد من الثلج فعلمت علوم الأولين والآخرين، وأعطاني الله عز وجل ثلاثة علوم: علم أمرني بالإخبار به وعلم أمرني بكتمه وعلم خيرني فيه.
علَّمه علوم السابقين أجمعين، وعلَّمه علوم النهاية وما يحدث للمرء في البرزخ بعد موته، ومواقف القيامة موقفاً تلو موقف والجنة ونعيمها والنار وعذابها، وعَّلمه فضلاً عن ذلك علوم الكائنات حتى قال سيدنا أبو ذر رضى الله عنه:
{ لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا يَتَقَلَّبُ فِي السَّمَاءِ طَائِرٌ إِلَّا ذَكَّرَنَا مِنْهُ عِلْمًا }
(مسند الإمام أحمد)
فعلَّمهم أسرار السموات وبدائع المخلوقات وحكمة خلق الله لجميع الكائنات ثم بعد ذلك يقول الله عز وجل له: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً" [طه:114] لا تظن أنك وصلت النهاية في العلم أو الغاية في الفهم أو النهاية في تحصيل العلوم لأن العلم ليس له نهاية، له بداية وليس لمداه نهاية، فالمؤمن يتعلم منذ أوجده الله إلى أن يتوفاه الله عز وجل.
وقد كان الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه يجمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجمعها بأسانيدها أى فلان عن فلان عن فلان حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمع ستمائة ألف حديث وكتبها بيده، فأراد بعض المشفقين عليه أن يجعله يحد من طلبه للعلم، فقال رضى الله عنه: (مع المحبرة إلى المقبرة) أى أمسك بالمحبرة لأكتب منها الحديث حتى يتوفانى الله عز وجل.
وهذا أخيه في العلم يأتيه الموت ويشتد عليه كربه فيحضر بعض إخوانه فيسأله عن مسألة في الميراث فيقول له: أفى تلك الساعة وأنت تعالج سكرات الموت؟! فقال: وماذا علىَّ لو تعلمت هذه المسألة قبل أن أموت؟! فلأن أذهب إلى ربي وأنا بها عالماً خير من أن أذهب إليه وأنا بها جاهلاً، والأمثلة في هذا المجال لا تعد ولا تحد.
لماذا جعلوا هذا الإهتمام بالعلم؟ حتى أنه عندما حدث حريق ببغداد حرق خزانة العلم لدى الخليفة المأمون وكان فيها مائة ألف كتاب في شتى فنون المعرفة، فحزن الخليفة عليها، فقالوا له لا تحزن فهناك فلان العالم يحفظ كل ما كان في جدرانها من الكتب عن ظهر قلب، فاستملوه فأملاهم كل ما كان فيها من العلوم بحسب تصنيفها وبحسب أنواعها ولم يترك من ذلك حرفاً، لماذا جعلوا هذا الإهتمام؟ لأن العلم فريضة وليس نافلة، فلو مكث رجل في يوم يصلى ألف ركعة ثم جاء آخر وطالع درساً من العلم يبغي به وجه الله ويبغي أن يعمل به ويُعلِّم غيره ابتغاء مرضات الله كان مجلس العلم هذا خير من الألف ركعة النافلة لأن العلم فريضة، فهو خير من قيام الليل وخير من صيام النوافل وخير من كل أعمال البر النفلية لأنه فريضة وينبني عليه جميع الأعمال، فكل عمل أُسس على العلم فهو مقبول عند الله عز وجل، وكل عمل أُسس على جهل أو على غير علم فهو مردود على صاحبه، فالعلم أساس قبول الأعمال.
وقد جعل الله عز وجل فضله لا يعد ولا يحد وقال في شأنه: "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [الزمر:9] فهؤلاء لا يساوون هؤلاء، سألوا سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل العبادة أم العلم؟ العابد أم العالم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
{ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ } (سنن الترمذي)
وفى رواية أخرى:
{ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ } (سنن الترمذي)
فالعلم هو أساس حياة كل مؤمن، والعلم الذي يطالبنا الله عز وجل به علمين؛ علم نعلم به أحكام شرعنا وديننا، وهذا فرض علينا حتى لا نعمل إلا على شرع الله، وقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يدخل السوق ويختبر التجار في المعاملات والأحكام الربوية فإذا وجد أحدهم لا يفقه تلك القضية يخرجه من السوق ويقول: (من لم يتفقه في ديننا أكل الربا وهو لا يدري) فالمؤمن لا يعمل عملاً في نفسه أو في بيته أو في عمله أو مع أهله أو مع جيرانه وأقاربه أو مع سائر الناس إلا إذا علم حكم شرع الله فيه وسنة حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فيه، علم الشرع وعلم الدين فرض على جميع المسلمين والمسلمات، وليس هناك عذر للمرء في عدم تعلمه لأن الله قال للمؤمنين: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" [النحل:43].
العلم الآخر هو علم التفكر والتدبر في خلق السموات والأرض، وفى الكائنات، وفى عبر الزمان، وفى حوادث المكان، فالمؤمن ينظر بعين قلبه بعد أن ملأ قلبه بالإيمان وحشاه بالإيقان، فيكون له في كل نظرة برهان على ثناء الأكوان وعلى قدرة الرحمن وعلى أنه لا ينفعه إلا الأعمال الصالحة والإيمان، وهذه القدرة هي التي علينا أن نكسبها لأبنائنا، فإن الله U عندما أمر حبيبه ومصطفاه أن يقرأ، ماذا يقرأ: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ" [1-2العلق] يقرأ كيفية الخلق، ويقرأ حكمة الخلق، ويقرأ قدرة الله في الخلق، وهذه لا تحتاج إلى رموز أبجدية وإلى كتابات عربية أو أجنبية بل تحتاج إلى طاقة في القلوب إيمانية وفكرة مملوءة بالشريعة الإسلامية.
فإذا نظر بعين الفكر من قلب مملوء بالإيمان، وحاضر بالذكر ينظر إلى الأكوان فيهتدي بها إلى قدرة الرحمن، وينظر لما يحدث لبني الإنسان فيعتبر ويعمل الأعمال الصالحة التي ترضي عنه الرحمن، ويرجع عن الغى والقبيح خوفاً من محاسبة الديان U.
فنحن أجمعين نحتاج إلى هذا العلم في كل وقت وحين، وهذا العلم علم التفكر والتدبر لا يحتاج إلى كتب ومجلدات ولا مناظير ومكبرات، ألواحه وكتبه الأكوان، ومنها مجمل في الإنسان، فالإنسان كتاب صغير يقول فيه العلى القدير: "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" [الذاريات : 21] والكون إنسان كبير فيه كل ما في الإنسان، والإنسان فيه ريموت كنترول يصيطر به على كل ما في الأكوان لكنه لا يستطيع تشغيله إلا بإذن من الرحمن U، فينظر في نفسه ويعتبر، وينظر في الأكوان ويدكر ويلقن هذا العلم لأبناءه وبناته حتى لا يفتتنون بزينة الدنيا وزخرفها عن الله U.
نحن نعلمهم كيفية التعامل مع الكمبيوتر ومع التلفزيون ومع اللغات الأجنبية مع أحدث الأجهزة العلمية، لكن مع ذلك وقبل ذلك لا بد أن نعلمهم كيف يتعاملون مع حضرة الله، فإن تلك العوم ليست غاية وإنما وسيلة، والغاية هي معرفة الله والوصول إلى رضوان الله، وليس هناك أهم ولا أبقى ولا أرقى من هذه المعرفة في ظلمات هذه الحياة، ولا يعرف العبد كيف يتعامل مع الله إلا إذا عرف كيف يفكر.
نفكر أجمعين ولكن بعد أن حشونا عقولنا بالشهوات والنزوات والمشتهيات والماديات، فأصبح كل ما يصيطر على فكر صغارنا وأبنائنا وبناتنا كيفية الحصول على شهوة، وكيفية الحصول على المال بأى وسيلة وأى كيفية، وكيفية نيل الملذات والمشتهيات .... نريد أن نبدل ذلك ونعلمهم كيف يهتدون بخلق الله إلى الله، وكيف يفكرون التفكير الصحيح الذي يمدح الله U أهله فيقول: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" ونتيجة هذا التفكير قولهم: "رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [190-191آل عمران] ونعلمهم علم اليقين أن منهج التفكير في ديننا هو قول حبيبنا ونبينا وصفينا:
{ تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ، وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ فَتَهْلِكُوا } (الأصبهاني)
وأجر التفكير أعلى من جميع أجور العبادات النفلية، ولذلك يقول فيه خير البرية r:
{ َلا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ } (الطبراني)
أو كما قال: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة}
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا للرشد وجعلنا من عباده الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملجأ والمنجأ لنا في كل وقت وحين، والمُخرج لنا من كل ضيق في الدنيا والذى يُدخلنا برحمته في الأخرة في عباده الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله النبي المصطفى قائد الغر المحجلين والمرسل بفضل الله رحمة للخلق أجمعين، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وعلينا معهم بفضلك وجودك يا أرحم الراحمين.
أما بعد فيا عباد الله جماعة المؤمنين:
اعلموا علم اليقين أن الله كلفنا نحن - فوقاً عن المدرسات والمدرسين - بتدريس الأخلاق لأبنائنا بسلوكنا وطريقة حياتنا، وبتدريس التفكير الإسلامى باصطحابنا لهم في دروسهم، فهم والحمد لله يدرسون تشريح جسم الإنسان ولكن يحتاجون منا معشر الآباء أن نعطيهم مع هذا العلم وهو علم الأحياء لمسة الإيمان، هذه اللمسة تزيدهم إيماناً وتزيدهم برهاناً، فإذا درس مثلاً تشريح العين أعطيه لمسة عن العين وكيف أن لكل فرد من بداية الدنيا إلى آخرها بصمة للعين لا تشبه عيناً واحدة أخرى في السابقين أو اللاحقين، وكيف أن إنسان العين وهو النني الذي ينظر به المرء فيه حوالى مليارى كاميرا تعمل بكل الزوايا والإتجاهات في وقت واحد، كم زووم في هذه العين خلقهم رب العالمين؟!! ولو تعطل واحد منهم لم يسعفه الحكماء أجمعين إلا بقدرة من يقول للشئ كن فيكون.
فإذا درس مثلاً المخ أقول له تعالى معى إلى رحلة في المخ، فقشرة المخ وهي الجزء الأعلى منه، وهي التي انفرد بها الإنسان عن جميع الكائنات فيها أربعين مليار خلية عصبية، تشمل حياة الإنسان الظاهرة والباطنة، وكبار العباقرة الذين نسمع عنهم في السابقين أو اللاحقين يموت الواحد منهم ولم يستخدم واحد على مليون من خلايا مخه الذي جعله الله U له، فيه ذاكرة تحفظ المعلومات، وفيه خلايا تلهمه عند المعضلات، وفيه قوى يستخدمها للتفكير للوصول إلى الحل الأمثل في المشكلات، وفيه قسم للتصور يتصور فيه ما لا يراه بعينيه، وقسم للتخيل يتخيل النموذج الأمثل الذي يريد أن يراه .... وغيرها من النماذج والمُثل القويمة التي يحتاج إليها نشأنا، فنضيف إليهم اللمسة الإيمانية ليترسخ الإيمان في صدورهم ويزيد اليقين في قلوبهم وتكون علوماً نوراً لهم لا يرجون بها منفعة الحياة فقط ولكن منفعة الحياة ونوراً لهم يوم لقاء الله.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد 
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله تعالى 
خطبة الجمعة بمسجد النور- حدائق المعادي 17/9/1999م
القاهرة 

إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام

  إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد الحمد لله رب العالمين أنعم علينا بالقرآن وهدانا أعظم...