الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

خطبة جمعة عن توقير النبى صل الله عليه وسلم

الخطبة الأولى 
الحمد لله رب العالمين ، اختار لنا الإسلام دينا ، والقرآن كتابا ، وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خص هذه الأمة بمودته ، وجعلهم في الكون رسل رحمته وهدايته ، يؤلفون القلوب على حضرة علام الغيوب ، ويجذبون النفوس إلى حضرة المليك القدوس، ويسوقون الخلق سوقاً إلى توحيد الله عز وجل وعبادته .وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله ، جمع الله به بعد فرقه ، وأعز به بعد ذِلة ، وعلّم به بعد جهالة ، اللهم صلي وسلم وبارك على من هو بالبر معروف، وبالخلق الكريم موصوف، سيدنا محمد إمام الهداة ، وسيد الدعاة، وآله وصحبه وكل من اهتدى بهداه، وعلينا معهم أجمعين، آمين آمين يا رب العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين : إن نبيكم الكريم الذي وصفه ربه بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، لم يترك أمراً من أمور المسلمين حدث أو سيحدث، إلا وبين لهم فيه ما ينبغي فعله، وما يجب تركه، وما هى السنة العظيمة التي ينبغى عليهم الإقتداء بها في هديه، لأنه كما قال الله عز وجل في شأنه في كل أحواله : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا لله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)) .وقد كان حوله (ص) ومعه أعداء من كافة الاتجاهات، فكان المشركون والكافرون ، وكان اليهود والنصارى، وكان المجوس منهم الضعفاء ومنهم الأقوياء ، وقد وضع لنا السنة الحميدة في معاملة كل هؤلاء، لأنه أرسله ربه رحمة للخلق أجمعين، فلم يكن بقوله منفراً، ولا بفعله يرجوا ممن حوله ، إلا أن يلتفوا حوله ويحسنوا إتباعه ، ويتأسوا بهديه ، لأنه رحمة مهداه ونعمة مسداة لجميع خلق الله.
وقد وصف الله عز وجل هذا الرجل العظيم الكريم، في قرآنه الكريم، وفى كتبه السابقة على ألسنة رسله السابقين ففي القرآن قال في شأنه : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) . وفى الكتب السابقة قال المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ومن قبله موسى : "النبي الذي يأتي من بعدي أسمه أحمد، لا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح، ولا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما " .
ولذلك ورد أنه (ص) عرض عليه رجل من أثرياء اليهود أن يقرضه كما من التمر إلى حين في حاجة شديدة تبصرها هذا اليهودي أحاطت النبي ومن معه من المؤمنين ، فأخذ منه النبي (ص) هذا التمر، وجاء هذا الرجل قبل انقضاء المدة وقبل انتهاء المهلة ، والنبي بين أصحابه وفي عزة ممن حوله من جنده، وأمسك بتلابيبه وهزّه هزّاً عنيفاً ، وقال : إنكم يا بني عبدالمطلب قوم مطل - أي مماطلون ، لا تدفعون الحقوق _ فأخذت النخوة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان سريع الإثارة ، فأمسك بسيفه وقال يا نبي الله : دعني أقطع عنق هذا الكافر ، فما كان من الحبيب الشفيق الرفيق إلا أن قال: مه يا عمر – يعني إنتظر يا عمر- كلانا أولى بغير هذا منك تأمره بحسن المطالبة ، وتأمرني بحسن الأداء ، يا عمر! ، خذه وأعطه حقه وزده صاعين من عندنا جزاء ما روعته !!
أمره أن يزيده صاعين _ أي قفتين كبيرتين _ لأنه أخافه وأهم بقتله ، وبلغ الخوف منه مبلغه ، فأخذه عمر ودخل إلى بيت المال ليعطيه ماله من تمر. فقال يا عمر: تدرى لم صنعت هذا؟ قال : لا . قال: لأني اختبرت أوصاف النبي التي ذكرت عندنا في التوراة، ولم يبقَ منها إلا خلق واحد أردت أن أتحقق منه ، قال: ما هو؟ قال : عندنا في التوراه أنه لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلماً ، كلما زاد عليه الجهلاء في جهلهم ، زاد في حلمه ، لأنه على أخلاق ربه عز وجل . وقد تحققت اليوم يا عمر من هذا الخلق ، وأشهدك بأنه نبي الله ، وشهد الرجل للحبيب بالرسالة ولله بالوحدانية ، وأسلم لأنه تحقق من أخلاق نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
أما معاملته للمشركين والكافرين :

فقد ورد أنه كان في إحدى غزواته وعندما حانت الظهيرة أنزلت السماء الأمطار ، فبلت ثيابه فأمر الجيش أن يتفرقوا ليستريحوا من عناء السفر، واختار شجرة لينام تحتها ، وخلع ثيابه ونشرها على فروعها ، ولم يكن له حراس ، لأن الله قال له وهو عز وجل عليم بشأنه : (( إنا كفيناك المستهزئين)) ، فالله سيكفيه بفضله وبقوته كل المستهزئين الأولين والآخرين وقال في شأن حراسه : (( والله يعصمك من الناس )) ، فلما نزلت هذه الآية أمر الحراس أن يتفرقوا عنه اكتفاءا بحراسة الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. ونام النبي (ص) تحت الشجرة متوسداً يده اليمنى – أي جعلها وسادة له – وعلق سيفه وثيابه على أغصان الشجرة ، فنظر رجل من الكافرين إلى النبي من أعلى قمة من الجبال المحيطة بالموقع فوجده وحيدا فريدا فقال: هذه فرصه أنزل إلى محمد وأقضي عليه وأخلص العرب جميعاً من شره ، ونزل إليه وأمسك السيف ، وكان العرب مع جاهليتهم عندهم نخوة وشجاعة، كان عيباً على أي رجل منهم أن يأخذ خصمه على غرة لا بد أن يقاتله وجهاً لوجه ، فأيقظ النبي وقال له: يا محمد وهو يهز السيف في يده، من يمنعك مني؟ فقال (ص): الله - ونطقها بالمد الطويل_ وإذا بأعضاء الرجل تيبس، ويده تسكن، والسيف يسقط من يده ، فأمسكه النبي (ص) وقال له: ومن يمنعك مني الآن؟
قال: حلمك وعفوك وكرمك . قال: عفوت عنك . فذهب الرجل إلى قومه وقال: يا قوم لقد جئتكم من عند أحلم الناس وأصفح الناس وأعفى الناس ، يا قوم آمنوا به ، فإني لم أزد على أخلاقه ولا على وصفه ، صلوات ربي وتسليماته عليه كان كما قال الله عز وجل في شأنه :
(( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) .
لا يعلن الحرب إلا على من يهاجمه، وهو يعلم بمقداره ، وهو يعلم حقيقة مبادئ دينه وتعاليم كتابه ، أما الجاهل بمقداره فكان يلتمس له العذر ، فيرسل إليه من يعلمه تعاليم الإسلام وأحكام القرآن ، فإن امتثل لها فبها ونعمت ، وإن كابر وأصر على الحرب والمكابرة ، أعلن عليه الحرب فيعينه الله ويقويه الله، لأنه يعلن عليه الحرب لأنه بدأ أما إن جنح للسلم فقد قال له الله : (( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)) . هذا كان خلق النبي (ص) مع سائر الكافرين !!
وأنتم تعلمون أنه عندما دخل مكة فاتحاً ، كتب أبد الآبدين في ألواح الأقدار ، وفي تاريخ الدهور والأمم هذه الرسالة الخالدة ، التي أرسلها للخلق أجمعين عندما تمكن من شانئيه ومحاربيه ومقاتليه وقال لهم : ما تظنون أنى فاعل بكم؟
قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ، لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لأخوته :
(( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)) .
ووسط الشدة الشديدة التي كانوا يحاربونه ، أصابهم ( أي كفار و مشركى مكة ) ضنك شديد ، وشحت عليهم السماء بالماء ، وحدث لهم اختناق من قلة الأقوات . فأرسلوا إليه وقالوا: يا محمد ننشدك الرحم ، فأرسل إليهم وهم محاربون ، نفراً من أصحابه معهم خمسمائة دينار من الذهب ، ومعهم قافلة من الأقوات ، ليغيثهم بها، يرجوا أن يتألفهم لدين الله، ويرجوا أن يستميلهم بها إلى كتاب الله ويرجوا أن يأخذهم بها إلى هدي الله ؛ لأن هذا كان دأبه مع الخلق أجمعين فهو يدعوا الجميع إلى كتاب الله، وإلى دين الله وإلى هدي الله، فيتخلق بالأخلاق الكريمة التي خلقه بها الله جل في علاه.
أما لو أعلن الحرب عليهم أجمعين، فإنهم لن يسمعوا منه كلاما قليلاً ولا كثيرا ، والنفوس دأبت على العصبية وستمنعها 
العصبية من قبول الحق ، مع أنه حق ، ومن تصديق الصدق ، مع أنه صدق : لأن هذا دأب النفوس عند العصبية . والإسلام جاء لإجتزاز العصبية الجاهلية ودعوة الخلق أجمعين إلى هذه الديانة الإسلامية ولا تكون إلا بإظهار جمال الإسلام ، وكمال تعاليم القرآن وأخلاق النبي العدنان.
فنحن جماعة المسلمين مكلفون الآن برسالة نبلغها للخلق أجمعين، أن نعرفهم بهذا النبي وأخلاق هذا النبي، وكتاب هذا النبي ودين هذا النبي ، فإن كذبوا بما شرحناه فلنا معهم موقف آخر، أما إذا قصرنا وحاربونا عن جهالة ، فلا نرد الجهالة بالجهالة ، بل ننتهز الفرصة لنعلّمهم سماحة الإسلام ، وحكمة الإسلام وهدي الإسلام ورحمة الإسلام إلى جميع الأنام ، ولذلك يقول الله تعالى في القرآن لجميع المسلمين والمؤمنين في كل زمان ومكان : (( ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )) .
لا تسبوا الذين لا يعلمون عن دينكم شيئاً ، فتضطرونهم إلى سبابكم وإلى هجومكم ، وإلى مخاصمتكم ، وهم لا يعلمون عن دينكم قليلا ولا كثيرا، ولكن أعلموهم ما تستطيعون تعليمه لهم في وسائل الإعلام، أو في الأخلاق والتعاملات ، أو في أي أمر من الأمور ، ما قال فيه النبي (ص) لأصحابه عندما جاوروا اليهود : ليعلم اليهود أن ديننا فيه فسحة عندما أمر بأن يكون له عيدين وللمسلمين عيدين ، قالوا : أنلهو ونلعب يا رسول الله ؟
قال: نعم ، ليعلم اليهود أن ديننا فيه فسحة . يعني فيه وقت للمزاح وفيه وقت للهو البرئ، فلا بد أن نعلِّمهم أولاً تعاليم دين الإسلام ، ثم نناصب من ناصبنا العداء ، والله عز وجل يتولى بنصره عباده المؤمنين، لأنه قال في قرآنه: (( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ))، قال (ص) : { إنما أنا رحمة مهداه } ، وقال (ص): {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}، أو كما قال ، .... ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة . الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، الذي أدب عباده المؤمنين بالأدب الكريم ، وجعلهم أفضل مخلوقاته وخير كائناته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدب عباده المؤمنين بالأدب اللائق والواجب مع نبيه الكريم ، وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله ، النبي المصطفى المؤيد بنصر الله في كل وقت وحين اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وعلى صحابته المباركين وعلى كل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين: لو امتثل المؤمنون في كل مكان بما أمرهم به الرحمن نحو النبي العدنان ، لما جرؤ إنسان في الوجود أن ينال منه (ص) لأن الله أمر المؤمنين أمراً صريحاً وقال لنا وجميع المؤمنين : (( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه)) . أمرنا أن نعزره ،أي نساعده في نشر رسالته ، ونعاونه في تبليغ دعوته كل على قدره ، وأقل القدر أن نكون نحن مثالاً ونموذجاً للمسلم القويم في أخلاقنا وسلوكياتنا ومعاملاتنا ، وأنا لا أشك أننا لو صرنا على هذا المبدأ وكان كل رجل منا صورة للمسلم في أخلاقه وفي تعاملاته وفي جميع أحواله لدخل الناس أجمعين في دين الله أفواجا . ولكنا نسمع من يدخل في الإسلام، وآخرهم رجل دخل من شهر في فرنسا ، وقال : الحمد لله أنني قد دخلت في الإسلام قبل أن أرى المسلمين، وإلا لما دخلت فيه .
لأن المسلمين غير ملتزمين بأحكام دينهم ، إن المسلمين شعروا أو لم يشعروا يستهزؤن بنبيهم ، فالمسلم الذي يتكلم مع أخيه ويحدث بينهم شطط في الكلام أو نزاع ، ويقول له وإن كان لا يدرى "صلي على النبي" ، هو لا يقصد الصلاة ، ولكنها عبارة يقولها لتهدئه أخيه، إن هذه العبارة حكم الفقهاء بهذه الكيفية أن قائلها يجب تأديبه ، لأنه استخدم اسم النبي في غير موضعه. وإذا ذهب رجل إلى رجل يطلب منه العفو في أمر يقول: "والله لن أعفو حتى ولو جاءني النبي محمد"، هذه الكلمات وأمثالها وأشباهها نسمعها كثيرا ، وهذه الكلمات يجب أن يعاقب فاعلها ، لأنه زج باسم النبي محمد في غير موضعه ، النبي محمد لو جاءك في أمر ترفضه !!!! مع أن الله يقول لجميع المؤمنين (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )). مثل هذه الأقوال تشيع بيننا ، وغيرها ومنها : من يطلب من الناس الاستجداء باسم النبي "والنبي تعطيني كذا" يقسم باسم النبي ويعرض اسم النبي لأشياء لم يأمر بها النبي، فإن النبي لم يأمر بالاستجداء ولم يأمر بتكفف الناس وإنما أمر بالعمل للاستغناء عن الناس :ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ، ومن هنا حكم العلماء أن من يتسول باسم النبي ، يجب أن يؤدب ويُعذّر، ويُعذّر أن يحكم عليه القاضي بما يناسبه من أنواع الجزاء لأنه عرض اسم النبي لما لا ينبغي له فاسم النبي يجب أن يكون مصوناً ومبجلاً ومكرّما.
أما من يسب حضرة النبي (ص) بأي كيفية من المؤمنين والمسلمين ، فقد أجمع العلماء أجمعون أن حكمه القتل ، ولا يستتاب كالمرتد بل يقتل فوراً ، لأنه مسلم ومؤمن وسب النبي (ص)... هذا فيما بيننا جماعة المؤمنين .، أمرنا الله عز وجل ألا نناديه باسمه ، فقد كان العرب يقولون له يا محمد ، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك وقال لهم : (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً )) ، ماذا نقول؟ قولوا : يا نبي الله، يا رسول الله، يا حبيب الله، يا صفي الله، لكن لا تنادوه باسمه، خُصّوه بالتعظيم والتوقير، لأن الله عظمّه ووقرّه وأمرنا أن نوقرّه ونعظمّه صلوات ربي وتسليماته عليه.
أمرنا الله عز وجل إذا ذكر اسمه أن نصلي عليه وإذا سمعناه من أي إنسان أن نصلي عليه، لماذا نصلي عليه؟ لنحضر أجسامنا وقلوبنا فنهتز عند السلام عليه، وعند سماع اسمه ونحضر كأننا نقف بين يديه صلوات ربي وتسليماته عليه .
دخل الحاكم أبو جعفر المنصور إلى مسجد الرسول (ص) في المدينة وطلب الإمام مالك ليناظره في مسألة ثم رفع صوته فقال الإمام مالك: مهلاً يا أمير المؤمنين فإن الله قال :
(( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)) . وحرمته ميتا كحرمته وهو حي، إياك أن ترفع صوتك في مجلس وفي حرم وفي روضة النبي (ص).
وكان الإمام مالك وغيره من العلماء الأجلاء ، لا يحدثون حديثاً عن رسول الله إلا إذا اغتسلوا وتطيبوا وتوضئوا ولبسوا أجمل الثياب تأدبا مع حضرته (ص) .وفى ذات مرة كان في مسجد الحبيب المصطفى جالساً على كرسي العلم يروي أحاديث رسول الله (ص) ونظر أحد الطلاب فرأى عجباً .. رأى عقرباً تذهب غليه وتلدغه من قدمه فيتفزز ، ولا يقطع حديثه ويكمله، ثم تدور وتأتي إليه وتلدغه مرة ثانية فيتفزز ولا يقطع حديثه ، ويواصله ، عدَّ لها أربعة عشر مرة وهي تلدغه ، و لا يترك موضعه ، ولا يقطع حديث النبي (ص) فلما انتهى من درسه ذهب إليه وقال له : رأيت منك اليوم .. فقال: نعم، رأيت العقرب ، قال: نعم ! قال: كرهت أن أقطع حديث رسول الله (ص) من أجل لدغة عقرب ، من أجل ذلك كان رضى الله عنه لا يبيت ليلة إلا ورأى رسول الله (ص) في المنام، وقد قال في ذلك : ما بت ليلة إلا ورأيت رسول الله (ص) في المنام، من توقيره وتعظيمه لحبيبه. والتوقير والتعظيم الأكبر أن نوقر سنته ، ونقوم بأدائها ، ونحافظ على تنفيذها ، وأن نوقر القرآن الذى عليه نزل ، فلا نتلوه باللسان ونهجره بالأعضاء والأركان ، وإنما نتلوه باللسان وننفعل به بالقلب والجنان ، ثم نأمر الجوارح والأركان أن تعمل بما تلوناه أو سمعناه من كلام الرحمن ، لننال رضا الرحمن جل في علاه.
أسأل الله عز وجل أن يعز دينه ، وأن ينصر جنده وأن يفل الكافرين بالكافرين، وأن يوقع الظالمين في الظالمين ، وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين ، وأن يرد كيد المستهزئين في نحورهم، وأن يجعل نبينا (ص) عظيما في قلوبنا، وأن نصحبه بسنته في حركاتنا وسكناتنا ، وأن يكون شفيعا لنا في حشرنا عند لقاء ربنا، اللهم اجعلنا عاملين بكتابك ، محافظين على سنة خير أحبابك، واجعلنا دائماً وأبداً واقفين على بابك، واقبل منا كل دعاء وحقق لنا كل رجاء، ولا تردنا من بين يديك خائبين يا أكرم الأكرمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين، اللهم بلغ رسالة حبيبك ودينه إلى كل واد في هذه البسيطة، اللهم انشر مبادئه وتعاليم كتابه في كل مكان، اللهم اجعل الكافرين يدخلون في دينه أفواجا واهدهم إلى هذا الدين القويم وخذ بأيديهم إلى هذا الطريق المستقيم، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لإحقاق الحق وإبطال الباطل وأعنهم على تنفيذ شريعتك واجعل قوانين المجتمعات الإسلامية كلها مستمدة من التشريعات الإلهية يا أحكم الحاكمين . عباد الله اتقوا الله :
(( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) . و أقم الصلاة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام

  إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد الحمد لله رب العالمين أنعم علينا بالقرآن وهدانا أعظم...