السبت، 7 ديسمبر 2013

القائمون لله فى الأخلاق والسلوكيات للشيخ/ فوزى محمد أبو زيد (+قائمة تشغيل)



الرسول صل الله عليه وسلم  وحقوق الإنسان
الحمد لله ربِّ العالمين، الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، خلق السموات والأرض بإرادته، فكون فيهم ما يريد بحكمته، وجعل كل شئ فيهما وبينهما يتحرك بمشيئته سبحانه سبحانه! .... هو الواحد في فعاله، الكامل في خصاله، العالي في علو نعوته وجماله، الذي لا يشغله شأن عن شأن .... أوجد الوجود بفضله وعدله وحكمته، وأرسل حبيبه ومصطفاه رحمة عامة لجميع خليقته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل لكل شئ سبباً، فجعل الأكل سبباً للشبع، والماء سبباً لري الظمأ، والدواء سبباً للشفاء، والشمس سبباً للضوء، والحبيب r سبباً للهداية، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيِّه من خلقه وخليله، اختاره الله عزوجل  على حين فترة من الرسل فأقام به الملَّة العوجاء، ونشر به الشريعة السمحاء، وهدى به بعد ضلالة، وجمع به بعد فُرْقة، وأعز به بعد ذلة.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد سبب هدايتنا، وسر عنايتنا، وباب سعادتنا، والشفيع الأعظم لنا يوم بعثنا وحشرنا ونشرنا، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ينوَّر الله عزوجل بها قبورنا، ويحشرنا بها تحت لواء شفاعته، ويجعلنا بها جميعاً من أهل جواره في جنته، آمين آمين يا ربَّ العالمين.
أما بعد... فيا أيها الإخوة المؤمنون، ونحن نحتفل بذكرى ميلاد رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ننظر ونتدبر في أمره الذي من أجله أنزله الله عزوجل  علينا، فنجد إنه صل الله عليه وسلم فضلاً عن أنه باب الهداية، والسبب في العناية، وإذا آمنا به وصدقناه، واتبعناه، واتبعنا النور الذي أُنزل معه كنا يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولكن الأمر الهام وهو الذي يجعل المرء في دهشة من أمر نبي الإسلام r، هو أنه جاء بنظام محكم سديد لصلاح البشرية في كل أطوارها ومراحلها.
صلاح الفرد في نفسه، وصلاح الأسرة في المنزل، وصلاح البيئات والمجتمعات، إن كان في النواحي السياسية، أو في النواحي الاقتصادية، أو في النواحي التشريعية والقانونية، أو حتى في الأمور الترويحية، لم يدع صغيرة ولا كبيرة من أمر البشرية إلا وجاء فيها بالنظام المحكم السَّديد، والهدي القرآني الرشيد ....
وستكشف لنا الأيام صدق هذا الأمر الذي قلناه، فإن البشرية منذ بعثتهe  يفكر المفكرون، ويشرع المقنِّنون، ويضع النظم الفلاسفة والحكماء، والقائمون بالأمور، فيكتشفون عيوباً في النظم البشرية، وثغرات في القوانين الوضعية، فيرجعون إلى النظام السديد، والقانون الرشيد، فيجدون أنه لا يصلح لجميع العبيد إلا ما جاء به النبي الرشيد صل الله عليه وسلم .
ففي هذه الأيام تتشدَّق دول الغرب بحقوق الإنسان، ويجعلون من أنفسهم أنبياء يطالبون البشرية بحقوق الإنسان، ولكنهم يطبقونها بميزان له كفَّتان: من واصلهم أعانوه، ومن رفض نظامهم قاطعوه، وسلَّطوا عليه الحروب التي لا تحتملها دولته.
أما حقوق الإنسان التي جاء بها النبي العدنان صل الله عليه وسلم ، وشرعها في خطبة الوداع، فما زالت هي النبراس المضئ لكل البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وهي التي قال في بعض بنودها صل الله عليه وسلم :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ. أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[1].
وقد حرَّم فيها صل الله عليه وسلم  الاعتداء على الأموال، والاعتداء على الأعراض، والاعتداء على الأجساد وقد قال في ذلك المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام مخاطباً الأمة كلها من بدئها إلى الختام :
{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَىٰ الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ، وَعِرْضُهُ، وَدَمُهُ }[2]  إلى بقية هذه الوثيقة التي نقلوها وطوروها بحسب لغة العصر وادّعوا أنهم صانعوها، ولكن كذبهم ظهر في عدم فلاحهم في تطبيقها لأن الرسول صل الله عليه وسلم  هو الذي جاء بها.
ولو نظرنا إلى المُثل والأمثلة لتطبيقها في عصره وعصور أصحابه الكرام، لعجزنا وعجز الوقت عن استيعاب بعضها فضلاً عنها كلها.
فجاء رسول الله صل الله عليه وسلم  بالمناهج السدية لإصلاح جميع البشر ففي ميدان الاقتصاد جعل سعي التاجر رسالة إنسانية لنفع العباد والبلاد، فالتاجر يسعى لجلب تجارته ليس للربح فقط، وإنما ليجلب السعادة لمن حوله من أهل مجتمعه فيرضيهم فيرضى الله عزوجل عنهم، هدفه الأول هو هذه الرسالة ثم بعد ذلك يجعل لنفسه هامش ربح يبارك الله فيه وإن كان قليلاً فيجعله كثيراً، وكان لهذا لا يغش ولا يخون ولا يداري عيب بضاعته، بل لابد أن يُظْهر عيبها ويُعرَّفها للمشتري كما أمر الحبيب صل الله عليه وسلم .
هؤلاء التجار الصادقون في منهج النبي المختار بصدقهم وآمانتهم وهديهم في تجارتهم وحسن تعاملاتهم فتحوا بلاداً كإندونيسيا والفلبين والصين وكثير من دول إفريقيا ليس بالكلمة ولا بالعظة ولا بالمسجّلات، وإنما بالتعاملات التي ورثوها عن هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي الشريف صلوات الله وسلامه عليه.
أما في عصرنا فقد أصبح همَّ التاجر الربح المادي ولذلك نجد الجشع والسُّعار المادي يجعله لا يتورع في غشّ، ولا يتهاون في سبيل الحصول على المال بأي وسيلة من الوسائل الدنيوية ولا يلتزم بالأوامر الإلهية فبدَّل الله حالنا، وذهبت الثقة في التعامل من بيننا ولن ترجع إلا إذا رجعنا إلى هدى قرآننا وتعاليم نبينا صل الله عليه وسلم .
وهكذا يا إخواني الأمر في كل الأموروأنبه وأقول فى كل الأمور ...
فادرسوا مناهجه السديدة، وطرقه الرشيدة في كل أمر من الأمورتجدونها لا تعتمد فقط على الخبرة ولكنها تعتمد أيضاً على صلاحية القدرة، قدرة الله الذي صنع، والذي أبدع، والذي يعلم مالا نعلم عن مصالحنا في الدنيا وسعادتنا في الآخرة ....
فالخالق عزوجل  الذي أوجد الإنسان ويعلم ما ينفع الإنسان في سلوكه مع زوجه وأهل بيته لتكون حياته سديدة رشيدة جاء بذلك في قرآنه، والله عزوجل  الذي علم أن صلاح المجتمعات يقتضي نوعاً ما من المعاملات، جاء بهذه المعاملات سواء في البيع أو في الشراء أو في التداول أو في التزاور، أو في الجلوس على الطرقات، أو في الاستدانة من الآخرين، أو في طلب المعونة من المحيطين وكل أمر قدَّره ودبَّره تدبيراً عظيماً 
[ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا] ۚ(49الكهف).
فصلاح أمرنا بالرجوع إلى هدى حبيب الله ومصطفاه وأنتم ترون اليوم ماذا حدث للأنظمة الدنيوية؟ فهذا النظام الشيوعي قد سقط برمَّته لأنه من وضع بني الإنسان، وهذا النظام الرأسمالي يوشك أن ينحط ويسقط برمَّته لأنه ليس في تطبيقه سعادة ولا عدالة لبني الإنسان. إذاً أين السعادة؟
في اتباع القرآن، وفي هدى النبي العدنان .... وقد عرف صل الله عليه وسلم  الحال الذي نحن فيه الآن، ورأى الفتن المحيطة بنا ومن حولنا ودلَّنا على الروشتَّة الربانية 
التي فيها إصلاح حالنا فقال صل الله عليه وسلم : { ألا إنها سَتَكُونُ فتن كَقِطعِ الَّليْلِ المُظْلِم } وهي ما نراه يبيع الأخ فيها أخاه ويدنِّس عرضه طمعاً في دراهم قليلة لا تنفعه في دنياه، ويخسر ضميره بسبب قروش قليلة قد لا يُعجِّل له العمر بصرفها، وإذا صرفها ينفقها فيما يُغضب الله ....
رأى صل الله عليه وسلم  بنورانيته وبما أطلعه الله عليه .... رأى كل هذه الفتن فقال:
{ أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، قِيلَ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَا مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَىٰ الْهُدَىٰ فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسُنُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقِ عَنْ كَثْرَةِ الرَّد، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا
 [ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ (  إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنَاً عَجَبَاً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمَلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دُعِيَ إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ }[3].
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واحد أحد فرد صمد ... يُظهر دينه ويُعْلي شأن قرآنه ولو كره الكافرون.
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله وسوله الطبيب الأعظم لأدواء البشرية، والحكيم الأكبر لجميع العلل الاجتماعية، والذي صنع الله على يديه المراهم والأشفية التي تشفي جميع العلل الفردية والاجتماعية والدولية ...
اللهم صلِّ وسلم وبارك على كنز الهوية ورمز الأسرار الربانية سيدنا محمد وآله أصحاب النفوس الزكية وأصحابه أولي العطية.
أما بعد... فيا إخواني المسلمين العجب أن الله جعل في بيوتنا جميعاً، وفي متناولنا جميعاً تعاليم السماء ووحي الأنبياء، وقوانين إصلاح جميع الأشياء لكنه يحتاج منا إلى العمل بقوله تعالى:[ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ]  (40القمر) ... فنحن نحتاج لأن نتدبره، نحن جميعاً والحمد لله نقرأ القرآن، ولكننا نقرأه إما طلباً للأجر والثواب، وإما تنفيذاً لأمر الله عزوجل  ولكننا مطالبون بأن نقرأه ونتدبره لنعمل به ...
فمن تدبر القرآن وأحكامه وعمل به في نفسه وفي بيته سيكون هذا البيت سعيداً بأمر الله، لأن الله قال وهو أصدق القائلين [ مَنْ 
عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً( - 
هذا في الدنيا أما في الآخرة -
  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ].(97النحل)..
فمن ترك العمل بكتاب الله مع زوجه وولده، ومشى على حسب حظه أو حظهم، وهواه أو أهوائهم كان في حياته تعب وغم وشقاء ونكد لأن الله قال وهو أصدق القائلين:
 [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا] (124طه).
وذكره هو القرآن الكريم ...
وهكذا الأمر في أعمالنا وفي بيوتنا وفى مصانعنا وأشغالنا وفى شوارعنا وفي مجتمعاتنا وفى كل مكان نكون فيه ....
نحن جميعاً يا إخواني نحتاج .... ليس إلى وضع المصاحف في صالون المنزل أو في السيارة أو على المكتب كواجهة، لكن نحتاج أن ننقل معانيه إلى صدورنا، ونترجمها في سلوكنا وأفعالنا، حتى يكون الرجل منا صورة لمعاني القرآن كما كان صل الله عليه وسلم  قدوتنا قرآناً يمشي بين الناس أو يمشى على الأرض.كما قال فيه الواصفون 

الرسول صل الله عليه وسلم وحقوق الإنسان

الرسول e وحقوق الإنسان

الرسول صل الله عليه وسلم  وحقوق الإنسان
الحمد لله ربِّ العالمين، الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، خلق السموات والأرض بإرادته، فكون فيهم ما يريد بحكمته، وجعل كل شئ فيهما وبينهما يتحرك بمشيئته سبحانه سبحانه! .... هو الواحد في فعاله، الكامل في خصاله، العالي في علو نعوته وجماله، الذي لا يشغله شأن عن شأن .... أوجد الوجود بفضله وعدله وحكمته، وأرسل حبيبه ومصطفاه رحمة عامة لجميع خليقته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل لكل شئ سبباً، فجعل الأكل سبباً للشبع، والماء سبباً لري الظمأ، والدواء سبباً للشفاء، والشمس سبباً للضوء، والحبيب r سبباً للهداية، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيِّه من خلقه وخليله، اختاره الله عزوجل  على حين فترة من الرسل فأقام به الملَّة العوجاء، ونشر به الشريعة السمحاء، وهدى به بعد ضلالة، وجمع به بعد فُرْقة، وأعز به بعد ذلة.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد سبب هدايتنا، وسر عنايتنا، وباب سعادتنا، والشفيع الأعظم لنا يوم بعثنا وحشرنا ونشرنا، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ينوَّر الله عزوجل بها قبورنا، ويحشرنا بها تحت لواء شفاعته، ويجعلنا بها جميعاً من أهل جواره في جنته، آمين آمين يا ربَّ العالمين.
أما بعد... فيا أيها الإخوة المؤمنون، ونحن نحتفل بذكرى ميلاد رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ننظر ونتدبر في أمره الذي من أجله أنزله الله عزوجل  علينا، فنجد إنه صل الله عليه وسلم فضلاً عن أنه باب الهداية، والسبب في العناية، وإذا آمنا به وصدقناه، واتبعناه، واتبعنا النور الذي أُنزل معه كنا يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولكن الأمر الهام وهو الذي يجعل المرء في دهشة من أمر نبي الإسلام r، هو أنه جاء بنظام محكم سديد لصلاح البشرية في كل أطوارها ومراحلها.
صلاح الفرد في نفسه، وصلاح الأسرة في المنزل، وصلاح البيئات والمجتمعات، إن كان في النواحي السياسية، أو في النواحي الاقتصادية، أو في النواحي التشريعية والقانونية، أو حتى في الأمور الترويحية، لم يدع صغيرة ولا كبيرة من أمر البشرية إلا وجاء فيها بالنظام المحكم السَّديد، والهدي القرآني الرشيد ....
وستكشف لنا الأيام صدق هذا الأمر الذي قلناه، فإن البشرية منذ بعثتهe  يفكر المفكرون، ويشرع المقنِّنون، ويضع النظم الفلاسفة والحكماء، والقائمون بالأمور، فيكتشفون عيوباً في النظم البشرية، وثغرات في القوانين الوضعية، فيرجعون إلى النظام السديد، والقانون الرشيد، فيجدون أنه لا يصلح لجميع العبيد إلا ما جاء به النبي الرشيد صل الله عليه وسلم .
ففي هذه الأيام تتشدَّق دول الغرب بحقوق الإنسان، ويجعلون من أنفسهم أنبياء يطالبون البشرية بحقوق الإنسان، ولكنهم يطبقونها بميزان له كفَّتان: من واصلهم أعانوه، ومن رفض نظامهم قاطعوه، وسلَّطوا عليه الحروب التي لا تحتملها دولته.
أما حقوق الإنسان التي جاء بها النبي العدنان صل الله عليه وسلم ، وشرعها في خطبة الوداع، فما زالت هي النبراس المضئ لكل البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وهي التي قال في بعض بنودها صل الله عليه وسلم :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ. أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[1].
وقد حرَّم فيها صل الله عليه وسلم  الاعتداء على الأموال، والاعتداء على الأعراض، والاعتداء على الأجساد وقد قال في ذلك المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام مخاطباً الأمة كلها من بدئها إلى الختام :
{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَىٰ الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ، وَعِرْضُهُ، وَدَمُهُ }[2]  إلى بقية هذه الوثيقة التي نقلوها وطوروها بحسب لغة العصر وادّعوا أنهم صانعوها، ولكن كذبهم ظهر في عدم فلاحهم في تطبيقها لأن الرسول صل الله عليه وسلم  هو الذي جاء بها.
ولو نظرنا إلى المُثل والأمثلة لتطبيقها في عصره وعصور أصحابه الكرام، لعجزنا وعجز الوقت عن استيعاب بعضها فضلاً عنها كلها.
فجاء رسول الله صل الله عليه وسلم  بالمناهج السدية لإصلاح جميع البشر ففي ميدان الاقتصاد جعل سعي التاجر رسالة إنسانية لنفع العباد والبلاد، فالتاجر يسعى لجلب تجارته ليس للربح فقط، وإنما ليجلب السعادة لمن حوله من أهل مجتمعه فيرضيهم فيرضى الله عزوجل عنهم، هدفه الأول هو هذه الرسالة ثم بعد ذلك يجعل لنفسه هامش ربح يبارك الله فيه وإن كان قليلاً فيجعله كثيراً، وكان لهذا لا يغش ولا يخون ولا يداري عيب بضاعته، بل لابد أن يُظْهر عيبها ويُعرَّفها للمشتري كما أمر الحبيب صل الله عليه وسلم .
هؤلاء التجار الصادقون في منهج النبي المختار بصدقهم وآمانتهم وهديهم في تجارتهم وحسن تعاملاتهم فتحوا بلاداً كإندونيسيا والفلبين والصين وكثير من دول إفريقيا ليس بالكلمة ولا بالعظة ولا بالمسجّلات، وإنما بالتعاملات التي ورثوها عن هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي الشريف صلوات الله وسلامه عليه.
أما في عصرنا فقد أصبح همَّ التاجر الربح المادي ولذلك نجد الجشع والسُّعار المادي يجعله لا يتورع في غشّ، ولا يتهاون في سبيل الحصول على المال بأي وسيلة من الوسائل الدنيوية ولا يلتزم بالأوامر الإلهية فبدَّل الله حالنا، وذهبت الثقة في التعامل من بيننا ولن ترجع إلا إذا رجعنا إلى هدى قرآننا وتعاليم نبينا صل الله عليه وسلم .
وهكذا يا إخواني الأمر في كل الأموروأنبه وأقول فى كل الأمور ...
فادرسوا مناهجه السديدة، وطرقه الرشيدة في كل أمر من الأمورتجدونها لا تعتمد فقط على الخبرة ولكنها تعتمد أيضاً على صلاحية القدرة، قدرة الله الذي صنع، والذي أبدع، والذي يعلم مالا نعلم عن مصالحنا في الدنيا وسعادتنا في الآخرة ....
فالخالق عزوجل  الذي أوجد الإنسان ويعلم ما ينفع الإنسان في سلوكه مع زوجه وأهل بيته لتكون حياته سديدة رشيدة جاء بذلك في قرآنه، والله عزوجل  الذي علم أن صلاح المجتمعات يقتضي نوعاً ما من المعاملات، جاء بهذه المعاملات سواء في البيع أو في الشراء أو في التداول أو في التزاور، أو في الجلوس على الطرقات، أو في الاستدانة من الآخرين، أو في طلب المعونة من المحيطين وكل أمر قدَّره ودبَّره تدبيراً عظيماً 
[ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا] ۚ(49الكهف).
فصلاح أمرنا بالرجوع إلى هدى حبيب الله ومصطفاه وأنتم ترون اليوم ماذا حدث للأنظمة الدنيوية؟ فهذا النظام الشيوعي قد سقط برمَّته لأنه من وضع بني الإنسان، وهذا النظام الرأسمالي يوشك أن ينحط ويسقط برمَّته لأنه ليس في تطبيقه سعادة ولا عدالة لبني الإنسان. إذاً أين السعادة؟
في اتباع القرآن، وفي هدى النبي العدنان .... وقد عرف صل الله عليه وسلم  الحال الذي نحن فيه الآن، ورأى الفتن المحيطة بنا ومن حولنا ودلَّنا على الروشتَّة الربانية 
التي فيها إصلاح حالنا فقال صل الله عليه وسلم : { ألا إنها سَتَكُونُ فتن كَقِطعِ الَّليْلِ المُظْلِم } وهي ما نراه يبيع الأخ فيها أخاه ويدنِّس عرضه طمعاً في دراهم قليلة لا تنفعه في دنياه، ويخسر ضميره بسبب قروش قليلة قد لا يُعجِّل له العمر بصرفها، وإذا صرفها ينفقها فيما يُغضب الله ....
رأى صل الله عليه وسلم  بنورانيته وبما أطلعه الله عليه .... رأى كل هذه الفتن فقال:
{ أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، قِيلَ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَا مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَىٰ الْهُدَىٰ فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسُنُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقِ عَنْ كَثْرَةِ الرَّد، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا
 [ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ (  إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنَاً عَجَبَاً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمَلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دُعِيَ إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ }[3].
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واحد أحد فرد صمد ... يُظهر دينه ويُعْلي شأن قرآنه ولو كره الكافرون.
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله وسوله الطبيب الأعظم لأدواء البشرية، والحكيم الأكبر لجميع العلل الاجتماعية، والذي صنع الله على يديه المراهم والأشفية التي تشفي جميع العلل الفردية والاجتماعية والدولية ...
اللهم صلِّ وسلم وبارك على كنز الهوية ورمز الأسرار الربانية سيدنا محمد وآله أصحاب النفوس الزكية وأصحابه أولي العطية.
أما بعد... فيا إخواني المسلمين العجب أن الله جعل في بيوتنا جميعاً، وفي متناولنا جميعاً تعاليم السماء ووحي الأنبياء، وقوانين إصلاح جميع الأشياء لكنه يحتاج منا إلى العمل بقوله تعالى:[ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ]  (40القمر) ... فنحن نحتاج لأن نتدبره، نحن جميعاً والحمد لله نقرأ القرآن، ولكننا نقرأه إما طلباً للأجر والثواب، وإما تنفيذاً لأمر الله عزوجل  ولكننا مطالبون بأن نقرأه ونتدبره لنعمل به ...
فمن تدبر القرآن وأحكامه وعمل به في نفسه وفي بيته سيكون هذا البيت سعيداً بأمر الله، لأن الله قال وهو أصدق القائلين [ مَنْ 
عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً( - 
هذا في الدنيا أما في الآخرة -
  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ].(97النحل)..
فمن ترك العمل بكتاب الله مع زوجه وولده، ومشى على حسب حظه أو حظهم، وهواه أو أهوائهم كان في حياته تعب وغم وشقاء ونكد لأن الله قال وهو أصدق القائلين:
 [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا] (124طه).
وذكره هو القرآن الكريم ...
وهكذا الأمر في أعمالنا وفي بيوتنا وفى مصانعنا وأشغالنا وفى شوارعنا وفي مجتمعاتنا وفى كل مكان نكون فيه ....
نحن جميعاً يا إخواني نحتاج .... ليس إلى وضع المصاحف في صالون المنزل أو في السيارة أو على المكتب كواجهة، لكن نحتاج أن ننقل معانيه إلى صدورنا، ونترجمها في سلوكنا وأفعالنا، حتى يكون الرجل منا صورة لمعاني القرآن كما كان صل الله عليه وسلم  قدوتنا قرآناً يمشي بين الناس أو يمشى على الأرض.كما قال فيه الواصفون .......  << ثم الدعاء >>. 

[1]  رواه أحمد في مسنده عن جابر في خطبة الوداع.
[2]  خرَّجه أحمد في مسنده وابن شهاب في مسنده عن أبي هريرة.
[3] رواه الترمذي عن علي رضى الله عنه  وكرم وجهه.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

الروشتة النبوية لحل المشاكل البشرية



الحمد لله رب العالمين
 أكرمنا بالإيمان والتقى ودين الإسلام وجعلنا من عباده المسلمين. سبحانه سبحانه .. لا يهدي لهذا الدين إلا مَنْ أحبَّه، ولا يوفِّقُ أهل هذا الدين - إذا صدقوا النيَّة - إلا لما يُحِبُّه ويرضاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، قلوب العباد بيده يقلِّبها كيف شاء، (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) (8آل عمران)، اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع قلوب عبادك المؤمنين في هذا البلد على كلمة سواء، ووفِّقهم للعمل على إحياء الشريعة الغراء، والاقتداء بهدي سيِّد الرسل والأنبياء، واقض على المنافقين والمشاحنين وجميع الفرقاء يا أكرم الأكرمين.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، أقام الله عزَّ وجلَّ به الملَّة السَّمْحَاء، وأحيا به الشريعة البيضاء، وألف به بين القلوب المتنافرة، وجعل العرب بفضل الانتماء لدينه وإتباع هديه يتغلبون على القياصرة والأكاسرة.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي هديتنا به بعد ضلالة، وعلمتنا به بعد جهالة، وجمعتنا به بعد فرقة، وأعززتنا به بعد ذلة. صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل مَنْ مشى على هديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين: هل من روشتة ربانية نبوية لما نحن فيه الآن، تجمع الشمل وتوحد الصف، وتجعلنا جميعًا نعمل بقول الله: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ (103آل عمران)؟ ما سبب الفرقة التي نحن فيها الآن؟ وكيف الخلاص منها في بيان النَّبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم؟
نظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعين قلبه النورانية التي زكَّاها في قرآنه ربُّ البرية وقال له قل لهم: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (108يوسف)، نظر إلى ما نحن فيه الآن من أهواء وتنافسات وخلافات، وتشتت في الرأي، وعدم التزام الأدب في الحوار، وأصبحنا مع أننا أمة واحدة - ربُّنا واحد، وكتابنا واحد، وديننا واحد، ونبيُّنا واحد - أصبحنا مفترقين، والكُلُّ يظنُّ أنه على الحقِّ، بل ويتجاوز قدره، وربما يُخَطِّئُ أخاه في الله، وربما يسبُّه بما لا يرضاه الله، وربما يتكلم في حقِّه بطريقة نَهى عنها رسول الله، بل ربما يتعدى ذلك فينسبه إلى الكفر - والعياذ بالله - مع أن الحكم في كل ذلك ليس لأحد من الخلق (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّه) (40يوسف).
نَظَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليصف لنا الداء فنتجنَّبه، ونأخذ من كتاب الله الشفاء فنرجع أخوة أودَّاء أصدقاء، ونتوحَّد أمام الأعداء الذين (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (8الصف). فقال صلى الله عليه وسلم مشخِّصاً سبب الدَّاء الذي نحن فيه - داء الفرقة، داء التنافس في الفانيات، داء الصراع على المناصب الفانية، داء التحزُّب الذي نَهى عنه الله في كلماته الباقية، وقال صلى الله عليه وسلم:
{يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت} (رواه أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه).
لِمَ الخلاف ونحن أخوة متآلفين؟!! من أجل مناصب فانية!! من أجل شهوات دنيوية في المال وغيره دانية!! وهل هذا الذي ربَّانا عليه الإسلام؟!! وهل هذا الذي كان عليه أصحاب النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام؟!! كلاَّ والله يا إخواني، إنَّهم كانوا أحرص ما يكونوا على إخوتِهم في الله!!
يتحدث أبو بكر - ومن هو أبو بكر؟ الذي يقول فيه النبيُّ: {لو وزن إيمان هذه الأمة بإيمان أبي بكر لرجحت كفة أبو بكر} (أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وإسحاق بن راهويه في مسنده، والإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة. وأخرجه ابن عدي في الكامل مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:" لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم") - يتحدث مع نفرٍ من الفقراء في مسجد رسول الله عن أبي سفيان بن حرب بعدما أسلم فقالوا له: إن سيوف الله لم تأخذ مأخذها من عدو الله، فقال أبو بكر: لا تقولوا هذا لشيخ قريش. ليس في حديثهم سبٌّ ولا شتم، وليس في حديثه وردِّه تزيُّد في الرد!!
ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحكى له ما دار - لأنه قلبٌّ حيٌّ متعلق بالحيِّ عزَّ وجلَّ، خشي أن يكون أساء إلى إخوانه فقراء المسلمين - فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر إياك أن تكون أغضبتهم فإن الله عزَّ وجلَّ يغضب لغضبهم) فذهب إليهم الصديق مستعطفًا وقال: يا أخوتاه أأغضبتكم؟ قالوا: لا يا أبا بكر وعفا الله عزَّ وجلَّ عنك.
دين بلغ فيه أن الله يقول لحبيبه ومصطفاه الذي اختاره لرسالته، وأمره بتبليغ شريعته، وأيَّده بعصمته، يقول له: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (28الكهف). كان صلى الله عليه وسلم إذا جالسهم لم يقم من بينهم إلاَّ إذا قالوا له: قد أذنا لك يا رسول الله فاذهب حيث شئت. وإذا صافح أحدهم لم يكن يسحب يده من يده حتى يترك المصافح يده. وإذا احتاجوا إليه في أمر يرسلون إليه الطفل الصغير فيأخذه من يده، ولا يسأله النبي إلى أين!! ولا من الذي أرسلك!! لأنه صلى الله عليه وسلم كما قال فيه ربُّه: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128التوبة).
ألَّف بينهم على هذا الأساس القرآني، وعلى هذا الهدي النبوي. أخرج الدنيا من قلوبهم فلم تكن الدنيا أكبر همِّهم ولا مبلغ علمهم. لم يكونوا طلاب رياسات، ولا راغبين في جمع الدنيا بأي كيفية وأي وسيلة، وإنما كانت رغباتُهم أن يبلِّغوا رسالات الله، وأن يساعدوه في نشر دين الله، ونذروا أنفسهم للدعوة الإسلامية طلباً لمرضاة الله، لا يرجون من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً، وإنما يرجون من وراء ذلك عند الله عزَّ وجلَّ جنة عالية ونوراً وسروراً، وفضلاً كبيرا يوم لقاءه عزَّ وجلَّ في دار جنانه ودار رضوانه. الدنيا يقول فيها النبيُّ: {حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ} (أخرجه بن أبي الدنيا مرسلاً عن الحسن البصري). لو نُزع حبُّ الدنيا من قلوبنا لغلَّقتْ المحاكم أبوابَها، لَمْ نَرَ متنافسين ولا متصارعين، ولا متحاسدين ولا متحاقدين، بل الكل سيسلِّم تسليماً كاملاً لشرع الله، وما يحكم به الله، وما يحكم به العدول في الأمة من رجال الله العلماء العاملين الذين يرجون الحقَّ، ويحكمون بالحقِّ طلباً لمرضاة رب العالمين عزَّ وجلَّ.
حبُّ الدنيا هو سرُّ كل ما نحن فيه. والمخرج؟! لا مخرج لنا إلا إذا أخلصنا العمل لله، فكانت كل أعمالنا، وكل حركاتنا وكل سكناتنا، وكل أقوالنا وكل أفعالنا، ننوي بها وجه الله. لا نقول قولاً لإرضاء فلان ونحن نعلم أنه على غير الحق، لأن هذا يخالف صريح الدين؛ الدين النصيحة. لا أرى متخاصمَين أمامي ثم أُدْعَى إلى الشهادة فأقول: لَمْ أَرَ، مع أنني رأيت وأُنكر الشهادة وأُكتمها!! (وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (283البقرة)، حتى ولو كانت الخصومة بين أخي وأبي وغيره من المسلمين، فقد قال الله عزَّ وجلَّ في شأن المسلمين السابقين والمعاصرين واللاحقين: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (143البقرة).
جعل الله هذه الأمة شهوداً على الأنبياء السابقين وأممهم لأنها أمة العدالة، أمة إحقاق الحقِّ، أمة يقول فيها الحقُّ في سرِّ اجتبائها على سائر الأمم وخيريتها على سائر الأنام: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، لماذا يا ربّ؟! ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (110آل عمران) . جعل الإيمان بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!! مع أن مقتضى كلامنا مع بعضنا يقتضي أن يسبق الإيمان، لكن كلام الله لحكمة يعلمها مُنَزَلُ القرآن عزَّ وجلَّ، أمة تقول الحقَّ، وتظهر الحقَّ، وتعمل لوجه الله، لا تريد في أي عمل إلاَّ وجه الله، إذا كان قائدًا أو جندياً فهو يعمل لله، إذا كان خادمًا أو رئيسًا فهو يعمل لله.
جاء عمرو بن العاص وخالد بن الوليد بعد صلح الحديبية مُعلنين إسلامهم، فأصدر النبيُّ صلى الله عليه وسلم قرارًا نبويًّا أن يتولى عمرو بن العاص قيادة إحدى الغزوات تسمى غزوة ذات السلاسل، وكان من جنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. أيُّ رجال هؤلاء؟!! ماتت شهوات نفوسهم ولم يعد يريدون إلا وجه الله عزَّ وجلَّ، وسمى خالد بن الوليد: (سيف الله المسلول)، وقاد خالد أكثر من مائة معركة حربية انتصر فيها جميعًا.
وفي إحدى المعارك مع الروم - وهي معركة اليرموك - وكان المسلمون حوالي أربعين ألفًا والروم حوالي أربعمائة ألف، جاء خطاب العزل من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبو عبيدة بن الجراح أن يتولى قيادة الجند ويعزل خالد ويجرد خالد من جميع رتبه ويرجع جنديًا عاديًا، انظر إلى الرجال قال فيهم الله: (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (23الأحزاب).
جاء رجل لخالد وقال: يا خالد أرضيت بهذا الأمر؟ قال: نعم، قال: إن كنت رضيت بهذا الأمر فإنا لن نرضى، وإن خلفي مائة ألف سيف ينتصرون لك إن رفضت هذا الأمر، قال: بئس ما أشرت عليَّ به يا أخي، فأنا أقاتل لله، إن كنت قائدًا أقاتل لله، وإن كنت جنديًّا أقاتل لله، فلا يهمُّني هذا ولا ذاك.
هؤلاء الرجال الذين أخرجهم الله من ظلمات الدنيا وشهواتها إلى نور الإيمان وجعلهم في معية النبي العدنان، ما أحوجنا إليهم في هذا الزمان!! رجال يقول فيهم الرحمن: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ) (54المائدة). ما وصفهم؟ الإخلاص لله، لا ينطق فمه بكلمة إلا إذا تحقق أنها لوجه الله، ولا تتحرك جوارحه بحركة - إن كان في عيادة مريض، أو لتشييع جنازة، أو لقضاء مصلحة لمؤمن، أو لقضاء مصلحة للمجتمع، أو لأي عمل - إلا إذا أخلص النيَّة فيها لله، وكان يبغي بها وجه الله عزَّ وجلَّ.
لو توحَّدت النوايا، وصفت الطوايا، واتجهنا جميعًا إلى الله، وكانت أعمالنا لله، وأقوالنا لله، وحركاتنا وسكناتنا لله، لا لدنيا ولا لمظاهر، ولا لشهرة ولا رياء، ولا لسمعة، ولا لمناصب ولا لمكاسب، في هذا الوقت لن يكون بين المسلمين خلافٌ ولا اختلاف، وإنما سيكونون جميعًا رجلاً واحدًا؛ لأن النية كلها لوجه الله.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوحِّد جمعنا، وأن يلمَّ صفوفنا، وأن يجعل نياتنا كلها لوجهه عزَّ وجلَّ قال صلى الله عليه وسلم:
{طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء} (رواه ابن أبي الدنيا عن ثوبان رضي الله عنه)، وتمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم، وهم منها في عافية، يعيشون في عافية، ويموتون في عافية، ويحشرون يوم القيامة في جنة عالية.
وقال صلى الله عليه وسلم : (التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) (الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الذي أحيانا بنور الإيمان وجعلنا من عباده المؤمنين، ونسأله عزَّ وجلَّ أن يثبتنا على ذلك حتى يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحقُّ الحقَّ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد واجعلنا في هذه الحياة الدنيا على شرعه مجتمعين، وعلى العمل بسنته مؤتلفين، وانزع الخلاف والإتلاف من نفوسنا ونفوس إخواننا المسلمين أجمعين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين
إن أوجب الواجبات على كل مسلم في هذا الوقت العصيب: الحرص على وحدة الشمل، على جمع الصف، على عدم الفُرقة بين المسلمين، على عدم إثارة الخلافات والمنازعات بين الموحدين، أن نكون كما قال الله عزَّ وجلَّ في ألسنتنا أجمعين: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ (24الحج)
لا نقول لإخواننا إلا خيراً، ولا نقول في حقِّهم إلا برًّا، لا نغتاب أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله عظيم، ولا نحقر واحداً من المؤمنين فربما يكون له شأن كبير عند أكرم الأكرمين، لأنه يقول في قرآنه: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (13الحجرات)
نظن بإخواننا المؤمنين أجمعين الخير كل الخير، لأن الله عزَّ وجلَّ لم يطلعنا على قلوبهم، والأعمال بالنيَّات، والمكافأة عند الله بالسرائر الطيبات، وما دمنا لم نطلع على الأسرار فكيف نحكم على إنسان لم نَرَ معاصيه أنه من الأشرار، أو بأنه من الفجار؟! لسانه ينطق بالتوحيد وأحكم عليه أنه من الكفار!! لا يليق هذا بأي مسلم يؤمن بالله ويتابع حبيب الله ومصطفاه.
كفُّوا عن التنفير، واجمعوا المسلمين، وليكن لنا أسوة في الرحمة العظمى للخلق أجمعين، يجب أن يكون المسلمين فيما بينهم متراحمين، فإن الله عزَّ وجلَّ يجيب كل دعاء إلا نزول الرحمة، كيف تنزل الرحمة من الله علينا؟ قال صلى الله عليه وسلم في ذلك: {ارْحَمُوا مَنْ فِي الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}(سنن الترمذي والبيهقي)
نحن في حاجة إلى صحوة أخلاقية، فالحمد لله كلُّنا يؤدي العبادات، لكن نحتاج إلى صحوة أخلاقية تطابق فيها أخلاقنا أخلاق كتاب الله وأخلاق حبيب الله ومصطفاه، حتى نكون محسنين إلى هذا الدين، ونحسن عَرْضَه على العالم أجمع، فإننا نعرض الإسلام على غيرنا بأخلاقنا، وليس بصلاتنا وصيامنا وعباداتنا، فصلاتنا وصيامنا وعباداتنا بيننا وبين الله، لكن الخلق ينظرون إلينا الآن، فقد تفرق جمعنا، وقد أخذنا نسبُّ في بعضنا، ونشتم كبارنا ولا نرحم صغارنا، والكل يتوعد أخيه، والكل يجهز السلاح، ويستعد للضغط على الزناد ليميت أخاه، وكأن هذا جهاد لليهود، وكأن هذا جهاد للكافرين!! أصبح الجهاد بين المسلمين والمسلمين!! بين المؤمنين والمؤمنين!! لا أتصور كيف لقلب خالط بشاشة الإيمان تطاوعه يده أن يمسك سكيناً فيضرب به أهل الإيمان؟!! أو يدوس على زناد فيقتل رجلاً يصلي لربِّ العالمين، بحجة أنه على خلاف فيما بينه وبينه؟!!
أي خلاف هذا؟!! خلاف سياسي؟!! خلاف حتى ولو كان شرعي؟!! يجب أن تحتكم إلى من فوقك من الفقهاء، وتذهبا سويًّا إلى من هو أعلى منكما من العلماء. لكن ما هكذا أمرنا الله ولا طلب منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم في المؤمن إذا سابَّ أخاه ورد عليه: {الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاذَيَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ} (مسند الإمام أحمد عن عياض بن حمار).
وقال في المؤمنين إذا رفع أحدهما السلاح على أخيه: {إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ}
لا ينبغي حتى لمسلم أن يقول كلمة لأخيه المؤمن يؤذيه بها، أو يعيِّبُه بين الخلق بها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ أَشَاعَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةَ بَاطِلٍ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِهَا} (الطبراني والجامع في الحديث لابن وهب عن أبي الدرداء رضي الله عنه)
لأنه يقول كلمة يعلم علم اليقين أن أخاه بريء منها، ولكنها تُهمة فاشية دفعته إليها النفس الإبليسية من أجل أن يسيء إلى أخيه بين الخلق، أو يشنع عليه بين الناس. بئس هذه الصفات، وبئس هذه الأخلاق، فإن المؤمنين يقول فيهم سيد الأولين والآخرين: {مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى} (البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما)
نريد أن ترجع بيننا الألفة والمودَّة، أن تمتلئ قلوبنا بالحبِّ لجميع الأحبة، أن تكون نياتنا كلها خالصة ومخلصة لله عزَّ وجلَّ، حتى يزيح الله عنا هذه الغمَّة، ويجمع شملنا، ولا يُشمت الكافرين واليهود ومن عاونهم فينا، ويجعلنا في خير حال.
اللهم ألِّفْ بين قلوب عبادك المؤمنين. اللهم خُذْ على ناصية الكافرين والفاسقين والمتآمرين على هذا البلد أجمعين يا أحكم العادلين.
اللهم وحِّد جمعنا، اللهم قوِّ حبَّنا في بعضنا، اللهم أزل الشحناء والبغضاء والتنافس في الفاني من صدورنا.
اللهم اجعل همَّنا أجمعين في رضاك، وارزقنا الإخلاص في النوايا، والصدق في الأقوال، وإتباع النبيَّ وشرعه في الأعمال، واحفظنا من الخلاف والاختلاف في كل الأحوال يا ربَّ العالمين.
اللهم أصلح شئوننا، حكامًا ومحكومين، رؤساء ومرءوسين، رجالاً ونساءً، أطفالاً وشِيبًا، واجعلنا دائمًا وأبدًا في ألفة ووئام يا أكرم الأكرمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات يا ربَّ العالمين.
اللهم أهلك الكافرين بالكافرين، وأوقع الظالمين في الظالمين، وأخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين آمنين، وأهل أرض مصر بلد السلام والأمن والخير والبركة إلى يوم الدين، يا أكرم الأكرمين.
عباد الله: اتقوا الله، (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90النحل).
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة
 

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

خطبة جمعة حصانة المسلم دمه وماله وعرضه



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين خلق الدنيا والآخرة وجعل المؤمنين فيها على صراطه المستقيم ونهجه القويم ليفوزوا بعد ذلك بكمال النعيم والنظر إلى وجهه الكريم وأضلَّ فيها الكافرين والمشركين والعصاة والمذنبين ليجعلهم في الآخرة في جهنم وبئس القرار وفي العذاب الأليم 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الخلق بقدرته وجعل أكرم خليقته هو الإنسان الذي كرَّمه في كل كتبه السماوية وأعلى شأنه وسخر له جميع الكائنات العلوية والسفلية وجعله هو المقصود بالتشريعات السماوية والمخاطب بالكتب الإلهية والمخصوص بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين لنعلم قدر الإنسان ومكانته عند أكرم الأكرمين عز وجل

وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله أقام الله به الشريعة السمحاء ونشر به ضياء الله ومحق به كل ظلماء وبدد به أفعال الجاهلية وجعل كل من اتبعه صلى الله عليه وسلم من خيار البرية داخلاً في قول الله في كلماته القرآنية {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} آل عمران110 

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد المبين بقوله أسباب النعيم وأسباب الجحيم والهادي بفعله وهداه إلى الصراط المستقيم والنعيم المقيم صلى الله عليه وعلى آله الذين أيدوه وتابعوه وأصحابه الذين آذروه ونصروه وكل من تبعهم على هذا الهدى إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يارب العالمين

إخواني جماعة المؤمنين :

تعالوا معي نلحق بأسماعنا ونتمعن بأبصارنا في مسيرة نبينا في خطبة الوداع وفي حجته المباركة التي حجها في العام العاشر من الهجرة النبوية حج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن دعا أصحابه جميعاً للحج معه ليُنسِّك المناسك ويُظهر الشرائع ويُبين صحيح أعمال الحج التي يتقبلها الله وهو يتقبل من المتقين وخرج مع حضرته صلى الله عليه وسلم في هذه الحجة ما يزيد عن المائة ألف كلهم يستمعون إلى حضرته وكلهم يفعلون ما يأمرهم به وما يوضحه لهم من شريعته وأعانه الله وقوَّاه حتى كان يُسمع الحاضرين أجمعين رغم بُعد مسافاتهم 

يقول سيدنا أنس رضي الله عنه : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى يوم الثامن من شهر ذي الحجة فأخذ الله بأسماعنا أجمعين حتى سمعنا صوته ووعينا كلمات خطابه حتى من كانوا على ذرى الجبال أوصل الله لهم صوته صلى الله عليه وسلم إلى أسماعهم وهم في أماكنهم

خطب الناس في هذه الحجة المباركة عدة خطب مدونة ومسجلة ونأخذ منها ما يستلفت النظر لنا وما نحن أحوج إليه الآن دخل أولاً البيت الحرام وطاف بالبيت وبعد أن طاف بالبيت توجه إلى الكعبة وقال {مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا}[1] 

ثم خطب في يوم الثامن في مِنى وخطب في يوم التاسع في عرفات وخطب بعد ذلك في المزدلفة وخطب بعد ذلك في مِنى في الأيام المتتاليات وهناك عبارة ردَّدها في كل هذه الخُطب ليسمعها جميع الحاضرين وأمر أن يبلغ الشاهد منهم الغائب حتى تبلغ أمته كلها إلى يوم الدين يقول فيها :

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ فَلْيُبْلِغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ}[2] 

وكرر هذا الكلام في كل خطبه المباركة ومن يرجع إلى خُطب الوداع يجد هذا النص مع اختلاف ألفاظه بين خطبة وأخرى لكن كلها في هذا المعنى ووضح صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في حديث آخر فقال {كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ}[3] 

جعل النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم حرمة أي حصانة إلهية حصَّنه بها الله من خرق هذه الحصانة فإنما يعادي الله ويحارب الله جل في علاه لأن الله جعل لكل مسلم حصانة إذا قال المرء ولو حتى كان كافراً (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أصبحت له هذه الحرمة لا ينبغي لنا أن نسيئه بحديث أو كلام ولا ينبغي أن نعتدي على ما يملكه من كل أصناف الخيرات ومتع الحياة الدنيا ولا ينبغي أن نريق له ولو قطرة دم واحدة لأنه في حصانة أحكم الحاكمين ورب العالمين 

قال صلى الله عليه وسلم {أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ، وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ}[4] 

دخل في الحصانة الإلهية فلا ينبغي لأحد أن يعتدي عليه ولا أن يسيء إليه ولا أن يأخذ ماله بأي كيفية غير شرعية لأنه في حصانة رب العالمين وأحكم الحاكمين هذه الحصانة الإلهية من عجيب البصيرة النبوية أن يُحدثنا النبي صلي الله عليه وسلم عن انتهاكها في هذا العصر فيقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام أحمد رضي الله عنه في مسنده

{إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَيَقْتُلَ أَخَاهُ وَيَقْتُلَ عَمَّهُ وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ قَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكُمِ الزَّمَانِ حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ}

بيَّن صلى الله عليه وسلم في هذا البيان الحال الذي نحن عليه الآن انتهكنا حرمات بعض واستحللنا الدماء التي حرَّمها الله واستسغنا الحصول على الأموال بما يخالف شرع الله ونسينا أن لكل مسلم في رقبتنا - أياً كان شأنه – حرمة سيحاسبنا عليها الله يوم القيامة

وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم مسوغات القتل في هذا الزمان عندما قال {إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ} يكذبون في الدعاوي ويكذبون في التهم التي يلفقونها لمن يريدون قتله وفي الفتاوى التي يفتون بها لمن يريدون أن يستحلون دمه وكلها على غير أساس شرعي من شرع النبي أو من كتاب الله وهو خير كتاب أنزله الله على النبي

كَثُر المفتون الذين يُفتون بالقتل مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرج أشد الحرج من القتل قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما {بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلَاحِ قَالَ: أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ}[5] 

فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأسامة ليعلم الجميع حرمة الدم حتى للكافر الذي نطق بالشهادتين فما بالكم بمن يُصلي ويصوم ويتقي الله ويعمل أعمال الخير التي أمره بها الله ويسعى في الأرض عاملاً بشرع الله كيف يستحل القتل؟ وكيف يُقتل؟ نبأ النبي صلى الله عليه وسلم أن من يفعل ذلك قوم ليسوا من الإسلام في صغير ولا كبير

ذهب رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوزع الغنائم فقال: اعدل يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم {وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ: لا إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابًا لَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ مَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ}[6] 

بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يقتل المؤمنين ويترك اليهود الكافرين إنما من هؤلاء الذين خرجوا على دين الله وليسوا من المؤمنين الصادقين لأن المؤمن يتورع أن يقول كلمة تؤذي أخاه ويتورع أن يشير إلى أخيه بحديده أو سلاح في يده ويتورع أن يأخذ مال أخيه بغير إذنه ويتورع أن يغشه أو يخدعه في بيع أو شراء ويتورع عن أي أمر يسيء لأخيه لأنه يعلم أن المحاسب على ذلك كله خير الحاسبين وهو رب العالمين ولذا قال صلى الله عليه وسلم عندما سُئل: هل لقاتل المؤمن توبة؟ {لَيْسَ لِقَاتِلِ الْمُؤمِنِ تَوْبَةٌ} (الدار قطني)

لأنه كيف استحل قتل المؤمن من الأول؟ لا يحل قتل امرئ مسلم إلا الثيب الزاني أو القاتل لأن من قتل يُقتل أو التارك لدينه المفارق للجماعة أو كما قال: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة}

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين الذي نوَّر بصيرتنا بالقرآن وأنار صدورنا بالإيمان وجعلنا من عباده المسلمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فرَّع الشرائع وأنزل الأحكام ليعلم كل الأنام ما يريده ويحبه منا الملك العلام عز وجل 

وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله جعله الله فارقاً بين الحق والباطل ومبيناً للطيب والخبيث ودالاً بفعله وقوله على مكارم الأخلاق وجمال تعاليم هذا الدين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد السابق إلى الخلق نوره والبادي بالهداية ظهوره والشفيع يوم الدين للعصاة والمذنبين من أمته أجمعين نسأل الله أن يجعلنا من أهل شفاعته وأن يجعلنا من المستمسكين بسنته والعاملين بشريعته والناهجين على نهجه أجمعين

أيها الإخوة جماعة المؤمنين :

ينبغي علينا أجمعين في هذا العصر أن نعلم في أنفسنا ونعلم أولادنا وبناتنا وزوجاتنا والمسلمين أجمعين حق المسلم على المسلم فإن للمسلم على المسلم حقوق لا تُعد ذكرها كتاب الله وبيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الحقوق نحن في أَمَسِّ الحاجة إليها الآن جماعة المؤمنين

هل يليق بمجتمع المؤمنين أن يروع المؤمنين من المؤمنين؟ وأن يخاف المسلمين من المسلمين؟ وأن يكون الذي يعتدي بالسرقة أو النهب أو القتل للمسلمين مسلماً من المسلمين؟ إن هذه بادرة وظاهرة غريبة في هذا الدين وهي التي جعلت الخلق الآخرين يُصدون عن الدخول في دين الله لأنهم يقولون إذا كان هؤلاء يُقتِّلوا بعضهم بعضاً وينهب بعضهم بعضاً فكيف يؤتمنون على غيرهم؟ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع {لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ}[7] 

فبيَّن أن الذين يضربون رقاب بعض دخلوا في دائرة الكفر والعياذ بالله {إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، قَيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ }[8] 

والإسلام أسس قاعدة قرآنية شرعية {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الأنعام164

لا ينبغي أن نؤاخذ الابن بذنب أبيه ولا الأب بجريمة ابنه فلِمَ يؤاخذ المسلمين ضعفاء وفقراء المسلمين – ولو في نظرهم – بذنب الرؤساء والحاكمين؟ مال هؤلاء المساكين وهذا الأمر نفترض أن بينك وبين حاكم أو وزير أو أمير أو قائد خصومة ما ذنب المساكين الذين يُؤمنون الأوطان ويحرسون البلدان وتأخذهم غدراً والغدر ليس من شيم المسلمين؟ بل إن أهل الجاهلية الأولى لم يكونوا غادرين

كان النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة حربية وهطلت المطر واستراح الجيش وكان النبي قد أصاب ثوبه بلل فخلع ثوبه ونشره على شجرة وعلق سيفه في غصن من الشجرة ونام تحتها وليس معه حراس ووقف رجل من الأعداء فوق الجبل فنظر وقال : تلك فرصة سانحة محمد بمفرده أنزل عليه وأقضي عليه لنرتاح منه ويرتاح العرب أجمعين

ونزل الرجل ولم يلحظه الجند وأمسك بالسيف ولكن العرب كانوا يعاتبون ويلومون الغادر فلا يقتل غيلة ولا غدراً فأيقظ النبي حتى لا يقتله غيلة ولا غدراً وقال له: من يحميك مني يا محمد الآن؟ قال: الله فخرجت كلمة الله فاهتز لها جسم هذا الرجل وارتجفت أعضاءه ونزل السيف من يده وتيبست مفاصله وأصيب بشبه الشلل فأمسك النبي بالسيف وقال: من يمنعك مني الآن؟ قال: عفوك وصفحك قال: عفوت عنك

الشاهد الذي أريد أن أبينه أن العرب وهم في شدة الجاهلية قبل أن يشرح الله صدرهم للإسلام كان يستحي الرجل منهم أن يقال قَتَل غيلة أو غدراً لأنه هذا لا يُعد بطولة ولا صاحب بأس عندهم وكانوا يخافون من الاعتداء على البيوت وحرماتها 

لأن النبي في هجرته ترك الإمام علي في موضعه ينام مكانه وخرج وكان مائة رجل مدجج بالسلاح خارج المنزل فأرادوا اقتحام المنزل ظانين أن النبي في فراشه فسمعوا صوت امرأة، فقالوا لبعضهم: ماذا تقول العرب في شأننا؟ أنقتحم البيوت على النساء هذا أمر لا يليق بنا حتى أهل الجاهلية كانوا خيراً مما نراه الآن من المسلمين الذين يقتلون المؤمنين المساكين الفقراء غيلة وغدراً ليس هذا من شيم الإسلام وليس هذا من أخلاق الإيمان بل قال النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ}[9] 

سواء كان الغدر في القتل أو كان الغدر في البيع أو كان الغدر في الشراء أو كان الغدر في أي تعاملات فيما بيننا الغدر من شيم المنافقين {إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ}[10] 

فالغدر من شيم المنافقين وليس من شيم المؤمنين فالمؤمن دائماً وأبداً صادق في قوله صادق في فعله يراقب الله في كل حركاته وسكناته لا يفعل إلا ما يُرضي الله ويمتنع عن فعل ما تطلبه نفسه لو كان يخالف شرع الله أو يخالف نهج حبيب الله صلى الله عليه وسلم

فعلينا جميعاً معشر المؤمنين أجمعين أن نوضح لكل من نجلس معهم في أي زمان أو مكان حقوق المسلمين على المسلمين وأهمها حرمة دمه وحرمة ماله وحرمة عرضه لأن هذا هو أساس إصلاح المجتمعات الإسلامية والأساس الذي تقوم به المجتمعات الإيمانية {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} الفتح29
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


[1] سنن ابن ماجة وقال فيه الألباني: كنت ضعفت حديث ابن ماجه هذا في بعض تخريجاتي وتعليقاتي قبل أن يطبع "شعب الإيمان" فلما وقفت على إسناده فيه وتبينت حسنه بادرت إلى تخريجه هنا تبرئة للذمة ونصحاً للأمة داعياً (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وبناء عليه ينقل الحديث من "ضعيف الجامع الصغير" و"ضعيف سنن ابن ماجه " إلى صحيحيهما أنظر في السلسلة الصحيحة رقم : 3420 [2] صحيح البخاري [3] سنن أبي داود [4] البخاري ومسلم [5] صحيح مسلم [6] سنن ابن ماجة [7] البخاري ومسلم [8] البخاري ومسلم [9] البخاري ومسلم [10] البخاري ومسلم

منقول من سلسلة خطب ومقالات
اضغط هنا لتحميل الخطبة كاملة مجاناً




الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

خطبة جمعة عن توقير النبى صل الله عليه وسلم

الخطبة الأولى 
الحمد لله رب العالمين ، اختار لنا الإسلام دينا ، والقرآن كتابا ، وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خص هذه الأمة بمودته ، وجعلهم في الكون رسل رحمته وهدايته ، يؤلفون القلوب على حضرة علام الغيوب ، ويجذبون النفوس إلى حضرة المليك القدوس، ويسوقون الخلق سوقاً إلى توحيد الله عز وجل وعبادته .وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله ، جمع الله به بعد فرقه ، وأعز به بعد ذِلة ، وعلّم به بعد جهالة ، اللهم صلي وسلم وبارك على من هو بالبر معروف، وبالخلق الكريم موصوف، سيدنا محمد إمام الهداة ، وسيد الدعاة، وآله وصحبه وكل من اهتدى بهداه، وعلينا معهم أجمعين، آمين آمين يا رب العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين : إن نبيكم الكريم الذي وصفه ربه بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، لم يترك أمراً من أمور المسلمين حدث أو سيحدث، إلا وبين لهم فيه ما ينبغي فعله، وما يجب تركه، وما هى السنة العظيمة التي ينبغى عليهم الإقتداء بها في هديه، لأنه كما قال الله عز وجل في شأنه في كل أحواله : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا لله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)) .وقد كان حوله (ص) ومعه أعداء من كافة الاتجاهات، فكان المشركون والكافرون ، وكان اليهود والنصارى، وكان المجوس منهم الضعفاء ومنهم الأقوياء ، وقد وضع لنا السنة الحميدة في معاملة كل هؤلاء، لأنه أرسله ربه رحمة للخلق أجمعين، فلم يكن بقوله منفراً، ولا بفعله يرجوا ممن حوله ، إلا أن يلتفوا حوله ويحسنوا إتباعه ، ويتأسوا بهديه ، لأنه رحمة مهداه ونعمة مسداة لجميع خلق الله.
وقد وصف الله عز وجل هذا الرجل العظيم الكريم، في قرآنه الكريم، وفى كتبه السابقة على ألسنة رسله السابقين ففي القرآن قال في شأنه : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) . وفى الكتب السابقة قال المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ومن قبله موسى : "النبي الذي يأتي من بعدي أسمه أحمد، لا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح، ولا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما " .
ولذلك ورد أنه (ص) عرض عليه رجل من أثرياء اليهود أن يقرضه كما من التمر إلى حين في حاجة شديدة تبصرها هذا اليهودي أحاطت النبي ومن معه من المؤمنين ، فأخذ منه النبي (ص) هذا التمر، وجاء هذا الرجل قبل انقضاء المدة وقبل انتهاء المهلة ، والنبي بين أصحابه وفي عزة ممن حوله من جنده، وأمسك بتلابيبه وهزّه هزّاً عنيفاً ، وقال : إنكم يا بني عبدالمطلب قوم مطل - أي مماطلون ، لا تدفعون الحقوق _ فأخذت النخوة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان سريع الإثارة ، فأمسك بسيفه وقال يا نبي الله : دعني أقطع عنق هذا الكافر ، فما كان من الحبيب الشفيق الرفيق إلا أن قال: مه يا عمر – يعني إنتظر يا عمر- كلانا أولى بغير هذا منك تأمره بحسن المطالبة ، وتأمرني بحسن الأداء ، يا عمر! ، خذه وأعطه حقه وزده صاعين من عندنا جزاء ما روعته !!
أمره أن يزيده صاعين _ أي قفتين كبيرتين _ لأنه أخافه وأهم بقتله ، وبلغ الخوف منه مبلغه ، فأخذه عمر ودخل إلى بيت المال ليعطيه ماله من تمر. فقال يا عمر: تدرى لم صنعت هذا؟ قال : لا . قال: لأني اختبرت أوصاف النبي التي ذكرت عندنا في التوراة، ولم يبقَ منها إلا خلق واحد أردت أن أتحقق منه ، قال: ما هو؟ قال : عندنا في التوراه أنه لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلماً ، كلما زاد عليه الجهلاء في جهلهم ، زاد في حلمه ، لأنه على أخلاق ربه عز وجل . وقد تحققت اليوم يا عمر من هذا الخلق ، وأشهدك بأنه نبي الله ، وشهد الرجل للحبيب بالرسالة ولله بالوحدانية ، وأسلم لأنه تحقق من أخلاق نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
أما معاملته للمشركين والكافرين :

فقد ورد أنه كان في إحدى غزواته وعندما حانت الظهيرة أنزلت السماء الأمطار ، فبلت ثيابه فأمر الجيش أن يتفرقوا ليستريحوا من عناء السفر، واختار شجرة لينام تحتها ، وخلع ثيابه ونشرها على فروعها ، ولم يكن له حراس ، لأن الله قال له وهو عز وجل عليم بشأنه : (( إنا كفيناك المستهزئين)) ، فالله سيكفيه بفضله وبقوته كل المستهزئين الأولين والآخرين وقال في شأن حراسه : (( والله يعصمك من الناس )) ، فلما نزلت هذه الآية أمر الحراس أن يتفرقوا عنه اكتفاءا بحراسة الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. ونام النبي (ص) تحت الشجرة متوسداً يده اليمنى – أي جعلها وسادة له – وعلق سيفه وثيابه على أغصان الشجرة ، فنظر رجل من الكافرين إلى النبي من أعلى قمة من الجبال المحيطة بالموقع فوجده وحيدا فريدا فقال: هذه فرصه أنزل إلى محمد وأقضي عليه وأخلص العرب جميعاً من شره ، ونزل إليه وأمسك السيف ، وكان العرب مع جاهليتهم عندهم نخوة وشجاعة، كان عيباً على أي رجل منهم أن يأخذ خصمه على غرة لا بد أن يقاتله وجهاً لوجه ، فأيقظ النبي وقال له: يا محمد وهو يهز السيف في يده، من يمنعك مني؟ فقال (ص): الله - ونطقها بالمد الطويل_ وإذا بأعضاء الرجل تيبس، ويده تسكن، والسيف يسقط من يده ، فأمسكه النبي (ص) وقال له: ومن يمنعك مني الآن؟
قال: حلمك وعفوك وكرمك . قال: عفوت عنك . فذهب الرجل إلى قومه وقال: يا قوم لقد جئتكم من عند أحلم الناس وأصفح الناس وأعفى الناس ، يا قوم آمنوا به ، فإني لم أزد على أخلاقه ولا على وصفه ، صلوات ربي وتسليماته عليه كان كما قال الله عز وجل في شأنه :
(( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) .
لا يعلن الحرب إلا على من يهاجمه، وهو يعلم بمقداره ، وهو يعلم حقيقة مبادئ دينه وتعاليم كتابه ، أما الجاهل بمقداره فكان يلتمس له العذر ، فيرسل إليه من يعلمه تعاليم الإسلام وأحكام القرآن ، فإن امتثل لها فبها ونعمت ، وإن كابر وأصر على الحرب والمكابرة ، أعلن عليه الحرب فيعينه الله ويقويه الله، لأنه يعلن عليه الحرب لأنه بدأ أما إن جنح للسلم فقد قال له الله : (( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)) . هذا كان خلق النبي (ص) مع سائر الكافرين !!
وأنتم تعلمون أنه عندما دخل مكة فاتحاً ، كتب أبد الآبدين في ألواح الأقدار ، وفي تاريخ الدهور والأمم هذه الرسالة الخالدة ، التي أرسلها للخلق أجمعين عندما تمكن من شانئيه ومحاربيه ومقاتليه وقال لهم : ما تظنون أنى فاعل بكم؟
قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ، لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لأخوته :
(( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)) .
ووسط الشدة الشديدة التي كانوا يحاربونه ، أصابهم ( أي كفار و مشركى مكة ) ضنك شديد ، وشحت عليهم السماء بالماء ، وحدث لهم اختناق من قلة الأقوات . فأرسلوا إليه وقالوا: يا محمد ننشدك الرحم ، فأرسل إليهم وهم محاربون ، نفراً من أصحابه معهم خمسمائة دينار من الذهب ، ومعهم قافلة من الأقوات ، ليغيثهم بها، يرجوا أن يتألفهم لدين الله، ويرجوا أن يستميلهم بها إلى كتاب الله ويرجوا أن يأخذهم بها إلى هدي الله ؛ لأن هذا كان دأبه مع الخلق أجمعين فهو يدعوا الجميع إلى كتاب الله، وإلى دين الله وإلى هدي الله، فيتخلق بالأخلاق الكريمة التي خلقه بها الله جل في علاه.
أما لو أعلن الحرب عليهم أجمعين، فإنهم لن يسمعوا منه كلاما قليلاً ولا كثيرا ، والنفوس دأبت على العصبية وستمنعها 
العصبية من قبول الحق ، مع أنه حق ، ومن تصديق الصدق ، مع أنه صدق : لأن هذا دأب النفوس عند العصبية . والإسلام جاء لإجتزاز العصبية الجاهلية ودعوة الخلق أجمعين إلى هذه الديانة الإسلامية ولا تكون إلا بإظهار جمال الإسلام ، وكمال تعاليم القرآن وأخلاق النبي العدنان.
فنحن جماعة المسلمين مكلفون الآن برسالة نبلغها للخلق أجمعين، أن نعرفهم بهذا النبي وأخلاق هذا النبي، وكتاب هذا النبي ودين هذا النبي ، فإن كذبوا بما شرحناه فلنا معهم موقف آخر، أما إذا قصرنا وحاربونا عن جهالة ، فلا نرد الجهالة بالجهالة ، بل ننتهز الفرصة لنعلّمهم سماحة الإسلام ، وحكمة الإسلام وهدي الإسلام ورحمة الإسلام إلى جميع الأنام ، ولذلك يقول الله تعالى في القرآن لجميع المسلمين والمؤمنين في كل زمان ومكان : (( ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )) .
لا تسبوا الذين لا يعلمون عن دينكم شيئاً ، فتضطرونهم إلى سبابكم وإلى هجومكم ، وإلى مخاصمتكم ، وهم لا يعلمون عن دينكم قليلا ولا كثيرا، ولكن أعلموهم ما تستطيعون تعليمه لهم في وسائل الإعلام، أو في الأخلاق والتعاملات ، أو في أي أمر من الأمور ، ما قال فيه النبي (ص) لأصحابه عندما جاوروا اليهود : ليعلم اليهود أن ديننا فيه فسحة عندما أمر بأن يكون له عيدين وللمسلمين عيدين ، قالوا : أنلهو ونلعب يا رسول الله ؟
قال: نعم ، ليعلم اليهود أن ديننا فيه فسحة . يعني فيه وقت للمزاح وفيه وقت للهو البرئ، فلا بد أن نعلِّمهم أولاً تعاليم دين الإسلام ، ثم نناصب من ناصبنا العداء ، والله عز وجل يتولى بنصره عباده المؤمنين، لأنه قال في قرآنه: (( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ))، قال (ص) : { إنما أنا رحمة مهداه } ، وقال (ص): {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}، أو كما قال ، .... ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة . الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، الذي أدب عباده المؤمنين بالأدب الكريم ، وجعلهم أفضل مخلوقاته وخير كائناته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدب عباده المؤمنين بالأدب اللائق والواجب مع نبيه الكريم ، وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله ، النبي المصطفى المؤيد بنصر الله في كل وقت وحين اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وعلى صحابته المباركين وعلى كل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين: لو امتثل المؤمنون في كل مكان بما أمرهم به الرحمن نحو النبي العدنان ، لما جرؤ إنسان في الوجود أن ينال منه (ص) لأن الله أمر المؤمنين أمراً صريحاً وقال لنا وجميع المؤمنين : (( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه)) . أمرنا أن نعزره ،أي نساعده في نشر رسالته ، ونعاونه في تبليغ دعوته كل على قدره ، وأقل القدر أن نكون نحن مثالاً ونموذجاً للمسلم القويم في أخلاقنا وسلوكياتنا ومعاملاتنا ، وأنا لا أشك أننا لو صرنا على هذا المبدأ وكان كل رجل منا صورة للمسلم في أخلاقه وفي تعاملاته وفي جميع أحواله لدخل الناس أجمعين في دين الله أفواجا . ولكنا نسمع من يدخل في الإسلام، وآخرهم رجل دخل من شهر في فرنسا ، وقال : الحمد لله أنني قد دخلت في الإسلام قبل أن أرى المسلمين، وإلا لما دخلت فيه .
لأن المسلمين غير ملتزمين بأحكام دينهم ، إن المسلمين شعروا أو لم يشعروا يستهزؤن بنبيهم ، فالمسلم الذي يتكلم مع أخيه ويحدث بينهم شطط في الكلام أو نزاع ، ويقول له وإن كان لا يدرى "صلي على النبي" ، هو لا يقصد الصلاة ، ولكنها عبارة يقولها لتهدئه أخيه، إن هذه العبارة حكم الفقهاء بهذه الكيفية أن قائلها يجب تأديبه ، لأنه استخدم اسم النبي في غير موضعه. وإذا ذهب رجل إلى رجل يطلب منه العفو في أمر يقول: "والله لن أعفو حتى ولو جاءني النبي محمد"، هذه الكلمات وأمثالها وأشباهها نسمعها كثيرا ، وهذه الكلمات يجب أن يعاقب فاعلها ، لأنه زج باسم النبي محمد في غير موضعه ، النبي محمد لو جاءك في أمر ترفضه !!!! مع أن الله يقول لجميع المؤمنين (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )). مثل هذه الأقوال تشيع بيننا ، وغيرها ومنها : من يطلب من الناس الاستجداء باسم النبي "والنبي تعطيني كذا" يقسم باسم النبي ويعرض اسم النبي لأشياء لم يأمر بها النبي، فإن النبي لم يأمر بالاستجداء ولم يأمر بتكفف الناس وإنما أمر بالعمل للاستغناء عن الناس :ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ، ومن هنا حكم العلماء أن من يتسول باسم النبي ، يجب أن يؤدب ويُعذّر، ويُعذّر أن يحكم عليه القاضي بما يناسبه من أنواع الجزاء لأنه عرض اسم النبي لما لا ينبغي له فاسم النبي يجب أن يكون مصوناً ومبجلاً ومكرّما.
أما من يسب حضرة النبي (ص) بأي كيفية من المؤمنين والمسلمين ، فقد أجمع العلماء أجمعون أن حكمه القتل ، ولا يستتاب كالمرتد بل يقتل فوراً ، لأنه مسلم ومؤمن وسب النبي (ص)... هذا فيما بيننا جماعة المؤمنين .، أمرنا الله عز وجل ألا نناديه باسمه ، فقد كان العرب يقولون له يا محمد ، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك وقال لهم : (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً )) ، ماذا نقول؟ قولوا : يا نبي الله، يا رسول الله، يا حبيب الله، يا صفي الله، لكن لا تنادوه باسمه، خُصّوه بالتعظيم والتوقير، لأن الله عظمّه ووقرّه وأمرنا أن نوقرّه ونعظمّه صلوات ربي وتسليماته عليه.
أمرنا الله عز وجل إذا ذكر اسمه أن نصلي عليه وإذا سمعناه من أي إنسان أن نصلي عليه، لماذا نصلي عليه؟ لنحضر أجسامنا وقلوبنا فنهتز عند السلام عليه، وعند سماع اسمه ونحضر كأننا نقف بين يديه صلوات ربي وتسليماته عليه .
دخل الحاكم أبو جعفر المنصور إلى مسجد الرسول (ص) في المدينة وطلب الإمام مالك ليناظره في مسألة ثم رفع صوته فقال الإمام مالك: مهلاً يا أمير المؤمنين فإن الله قال :
(( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)) . وحرمته ميتا كحرمته وهو حي، إياك أن ترفع صوتك في مجلس وفي حرم وفي روضة النبي (ص).
وكان الإمام مالك وغيره من العلماء الأجلاء ، لا يحدثون حديثاً عن رسول الله إلا إذا اغتسلوا وتطيبوا وتوضئوا ولبسوا أجمل الثياب تأدبا مع حضرته (ص) .وفى ذات مرة كان في مسجد الحبيب المصطفى جالساً على كرسي العلم يروي أحاديث رسول الله (ص) ونظر أحد الطلاب فرأى عجباً .. رأى عقرباً تذهب غليه وتلدغه من قدمه فيتفزز ، ولا يقطع حديثه ويكمله، ثم تدور وتأتي إليه وتلدغه مرة ثانية فيتفزز ولا يقطع حديثه ، ويواصله ، عدَّ لها أربعة عشر مرة وهي تلدغه ، و لا يترك موضعه ، ولا يقطع حديث النبي (ص) فلما انتهى من درسه ذهب إليه وقال له : رأيت منك اليوم .. فقال: نعم، رأيت العقرب ، قال: نعم ! قال: كرهت أن أقطع حديث رسول الله (ص) من أجل لدغة عقرب ، من أجل ذلك كان رضى الله عنه لا يبيت ليلة إلا ورأى رسول الله (ص) في المنام، وقد قال في ذلك : ما بت ليلة إلا ورأيت رسول الله (ص) في المنام، من توقيره وتعظيمه لحبيبه. والتوقير والتعظيم الأكبر أن نوقر سنته ، ونقوم بأدائها ، ونحافظ على تنفيذها ، وأن نوقر القرآن الذى عليه نزل ، فلا نتلوه باللسان ونهجره بالأعضاء والأركان ، وإنما نتلوه باللسان وننفعل به بالقلب والجنان ، ثم نأمر الجوارح والأركان أن تعمل بما تلوناه أو سمعناه من كلام الرحمن ، لننال رضا الرحمن جل في علاه.
أسأل الله عز وجل أن يعز دينه ، وأن ينصر جنده وأن يفل الكافرين بالكافرين، وأن يوقع الظالمين في الظالمين ، وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين ، وأن يرد كيد المستهزئين في نحورهم، وأن يجعل نبينا (ص) عظيما في قلوبنا، وأن نصحبه بسنته في حركاتنا وسكناتنا ، وأن يكون شفيعا لنا في حشرنا عند لقاء ربنا، اللهم اجعلنا عاملين بكتابك ، محافظين على سنة خير أحبابك، واجعلنا دائماً وأبداً واقفين على بابك، واقبل منا كل دعاء وحقق لنا كل رجاء، ولا تردنا من بين يديك خائبين يا أكرم الأكرمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين، اللهم بلغ رسالة حبيبك ودينه إلى كل واد في هذه البسيطة، اللهم انشر مبادئه وتعاليم كتابه في كل مكان، اللهم اجعل الكافرين يدخلون في دينه أفواجا واهدهم إلى هذا الدين القويم وخذ بأيديهم إلى هذا الطريق المستقيم، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لإحقاق الحق وإبطال الباطل وأعنهم على تنفيذ شريعتك واجعل قوانين المجتمعات الإسلامية كلها مستمدة من التشريعات الإلهية يا أحكم الحاكمين . عباد الله اتقوا الله :
(( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) . و أقم الصلاة .

الخميس، 26 سبتمبر 2013

كيفية الإشتراك والتفاعل فى جوجل إجابات ؟

إجابات Google، إجابات جوجل أو إجابات غوغل: هي إحدى خدمات شركة جوجل التي تقدمها في العالم العربي
تقوم إجابات جوجل على أساس جمع المشاركين للنّقاط، من خلال إجاباتهم عن الأسئلة الْمطروحة من مستخدمين آخرين للحصول على أفضل الإجابات. يتم تحديد أفضل الْإجابات عن طريق نظام ترشيح يقوم به كل من السّائل والْمستخدمين الآخرين، ويتم ذلك عن طريق التّصويت لأفضل إجابة.
يتم تحليل الْأسئلة وتنظيمها حسب الْفئات، والْفئات الثّانوية، والْأوسمة، لتسّهيل عمليّة الْبحث والْإجابة على الْنّاس، وللْإطّلاع على نظام النّقاط

حوافز المشاركة

جوجل نقدم عدد من الحوافز للمستخدمين الذين يقومون بالاجابة منها الشهرة أو السمعة لكي يحصل المستخدم مستويات متدرجة من (جديد) إلى (عالم)، هذه المستويات تؤهله لطرح أسئلة، وتؤهله للحصول على نقاط مقابل التقييم بما يعادل (رقم مستواه مضروباً ×10)، أيضا تقول جوجل بأنها تفكر في ايجاد آلية جديد لمكافئة المشاركين الذي يحصلون على أعلى النقاط.

الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من إجابات جوجل هي مشاركات لا موسوعية. تمثل المشاركات الدينية التصنيف الأكثر زيارة، اشتراكاً، أسئلة وإجابات. 

الإشتراك فى إجابات جوجل 
إذا كنت تملك حساب فى جوجل أو بريد على Gmail 
 يبقى عادي تسجل دخول على اجابات جوجل 
 إن لم تكن تملك حساب على جوجلفيمكنك الدخول على هذا الرابط 
https://accounts.google.com/SignUp?service=cf&continue=http%3A%2F%2Fejabat.google.com%2Fejabat%2Floginredirect%3Fcontinue%3D%252Fejabat%252F&hl=ar
ثم إملأ البيانات كاملة ثم اضغط على الخطوة التالية 
اذهب إلى بريد الإليكترونى ستجد فيه رسالة تفعيل حسابك على إجابات جوجل 
وبهذا تكون مشتركا فى جوجل إجابات 
كيفية كتابة سؤال أو الإجابة عن سؤال من قائمة الأسئلة التى يضعها الموقع 
أو الأسئلة التى يضعها الأعضاء 
 اولا: ابحث عن الأسئلة التي ترغب في الإجابة عنها، فمثلا يمكنك البحث عبر التصنيفات أو من خلال الصفحة الأولى. ويمكنك أيضا الإشتراك في تصنيفات معينة بواسطة الضغط على زر الاشتراك لتتابعها من خلال صفحتك الشخصية بالخدمة.

ثانيا: حاول اختيار الأسئلة التي بها مكافأة لأفضل إجابة ويمكنك بسهولة معرفة ذلك عن طريق الرقم الموجود بجوار السؤال تحت عمود المكأفأة (ويظهر على شكل أيقونة عملة معدنية). واحرص على أن تكون إجابتك متميزة ليمنحك السائل هذه النقاط الإضافية.


 - اضغط على زر الإجابة ، واكتب النص الذي تريده
2- تحت المستطيل الذي كتبت فيه الإجابة، ستجد عبارة (إضافة مراجع)، وتحتها إطار فارغ، اكتب فيه اسم الكتاب الذى تريد ادراجة ثم اضغط اضافة بعد ذلك اضغط زر ( انشر إجابة ) او اسم  الصورة المطلوب إدراجها ، ثم اضغط على كلمة صور والملونة بالأزرق والموجودة فوق الإطار، ستظهر لك (على اليمين) مجموعة من الصور ، أختر ما تريد واضغط على زر "إضافة" والظاهر على اليسار

يمكننى الإشارة إلى أى موقع أومصدر أخذت منه الإجابة
3- بعد اختيار وإضافة الصور المرغوبة ، اضغط على زر (أنشر الإجابة) .

كيف يمكننى طرح السؤال ؟
في أعلى كل صفحة مربع بحث وزر"طرح سؤال". يمكنك أولاً البحث عن السؤال لمعرفة إذا ما تمت الإجابة عنه من قبل، وإلا، فيمكنك طرح سؤال جديد باتباع الخطوات التالية:
1. انقر على الزر " طرح سؤال" لتظهر لك صفحة إدخال السؤال
2. أدخل وصفًا موجزًا لسؤالك في حقل العنوان لجذب انتباه المستخدمين، واشرحه بالتفصيل في حقل الوصف حتى تحصل على إجابات دقيقة عن سؤالك.
3. أضف تصنيفات إلى سؤالك، وذلك إما بالاختيار من بين التصنيفات التلقائية التي يقترحها النظام أو بإدخالها يدويًا. في كل تصنيف مستخدمون وخبراء نشطون، وبإضافة التصنيفات الملائمة تحصل على إجابات أفضل وتصل إلى عدد أكبر من المستخدمين.
4. انقر على الزر "نشر السؤال".

كيف يمكنني العثور على أسئلتي ومعالجتها بعد الإرسال؟

بعد تسجيل الدخول، يمكنك العثور على أسئلتك في صفحة الملف الشخصي، أو بالنقر على الرابط "أسئلتي" في وحدة "روابطي" في الجانب الأيسر من الصفحة الرئيسية.
وهناك طرق عدة لمعالجة الأسئلة، منها:
1. إضافة المزيد من التفاصيل إلى الأسئلة من خلال كتابة التعليقات.
2. اختيار أفضل إجابة؛ يمكنك اختيار إجابة واحدة من بين الإجابات، والخيار غير قابل للتغيير.

هل يمكن حذف الأسئلة؟

متى أرسلت السؤال لا يمكنك حذفه ولكن يمكنك تعديله بإضافة تعليقات عبر النقر على الزر "إلحاق إضافة بالسؤال".

لمَ اختفى سؤالي؟

إذا كان سؤالك يشكل انتهاكًا لبنود الخدمة أو سياسات المحتوى، فستتم إزالته.

الرجوع إلى أعلى
الإجابة عن الأسئلة
كيف أعثر على الأسئلة التي تهمني؟

1. يمكنك البحث بكتابة كلمات رئيسية في مربع البحث أعلى كل صفحة.
2. أو الاشتراك في التصنيفات التي تهمك، واستعراض الأسئلة من صفحة التصنيفات.
3. بعد تسجيل الدخول، ترى في الصفحة الرئيسية وحدة بعنوان "أسئلة تهمك"، تحتوي على الأسئلة التي يقترحها النظام تلقائيًا وفقًا لإجاباتك السابقة.

كيف يمكن استخدام وظيفة "" أثناء الإجابة عن سؤال؟
أثناء تعديل إجاباتك، يمكنك إضافة المراجع من خلال مربع البحث أسفل مربع الإجابة. أدخل كلمات رئيسية تتعلق بموضوع السؤال في مربع البحث واختر نوع النتائج التي تريد البحث عنها (الويب, صور, فيديو, مدونات, الأخبار, كتب, خرائط and عنوان URL) ثم أضف مرجعًا من نتائج البحث.
لمَ اختفت إجابتي؟
قد يتخذ المشرف قرارًا بحذف السؤال أو إغلاقه، أو قد يحدث هذا تلقائيًا عبر النظام. لتلافي ذلك:
1.لا تنسخ أسئلة الآخرين.
2. استخدم أسلوبًا لغويًا سهلاً، وقدم إجابة دقيقة مفيدة عن السؤال.
3. التزم بالقوانين والأنظمة المحلية واحرص على عدم انتهاكها.
إنّ أي محتوى غير مرغوب فيه أو أي انتهاك للقوانين المحلية قد يؤدي إلى تجميد حساب المستخدم المعني أو إزالته.
الرجوع إلى أعلى
التصنيفات
ما هو التصنيف؟
التصنيف طريقة سهلة لتصنيف المواضيع، وقد تكون التصنيفات كلمات رئيسية تتلاءم  وموضوع السؤال أو الفئة التي تنتمي إليها المواضيع. وبإضافة تصنيفات إلى الأسئلة، تتيح للمستخدمين المهتمين مشاهدتها في الصفحات المناسبة، ويمكنك أيضًا الاشتراك في التصنيفات وتكوين صداقات مع أشخاص يشاركونك اهتماماتك.
كيف يمكن الاشتراك في التصنيفات؟
في كل صفحة تصنيف زر"" بجانب اسم التصنيف، انقر على الزر "" المناسب لتصنيفك المفضلز كذلك يمكنك استخدام مربع البحث أعلى كل صفحة للعثور على التصنيفات التي تهمك.
كيف يمكن إلغاء الاشتراك في تصنيف؟
لإلغاء الاشتراك في تصنيف، ادخل صفحة التصنيف وانقر على الزر"" بجانب اسم التصنيف.
الرجوع إلى أعلى

كيفية عمل مدونة مجانية على وورد بريس

أولا : أدخل على موقع الووردبريس في الإنترنيت :  www.wordpress.com 

 ثانياً :
إذا كنت تريد اللغة العربية فحول الصفحة كما في الصورة التالية :











 1. اختر اسم النطاق – اسم المدونة باللغة الإنجليزية – .
2. كلمة مرور للتحكم بالمدونة و الدخول إليها و الكتابة عبر صفحاتها.
3. أيميل حقيقي حتى  تصلك عبره كلمة التفعيل الخاصة بموقعك المجاني .





 . سيظهر لك اسم النطاق – الدومين – الذي يشمل اسمك و هنا هو باسم : www.naseemnajd.wordpress.com
2. عنوان المدونة لذي سوف يظهر على سطح المدونة ,لذا اختر العنوان المناسب للمدونة , أنا سميته نسيم نجد و بالعربي
3. لغة المدونة
4. ثم الخصوصية و أضغط بعدها التسجيل



 . اسم المدون الأول
2. اسم المدون الأخير

3. نبذة عن المدون




 بعد الضغط على رابط التفعيل من البريد الإلكتروني سوف تظهر الصفحة أعلاه وتحتوي : 1. اسم نطاق المدون
2. كلمة السر
3. رابط لتشاهد مدونتك الجديدة – ألف مبروك أصبح لك قدم في الشبكة العالم






 هذه هي المدونة…
1. فيحسن بنا أن نغير ما بداخل المربع الأول بأي جملة تعبر عن صاحب المدونة

2. رسالة ترحيب من ووردبريس wordpress ويمكن أن تغيرها





 إذا عدت للصفحة الرئيسية أو عن طريق تسجيل دخول من المدونة تستطيع أن تدخل لوحة التحكم , فمالذي يوجد داخل لوحة التحكم . سوف نعرف عبر السطور التالية …




 . تدوين :وتعني الصفحة التي تستطيع أن تكتب بها أي موضوع و تنسيقه و وضع الصور و الروابط من داخله .
2. إدارة المحتويات : تستطيع عبرها أن تتحكم بالكثير من محتويات المدونة .
3. تصميم : إذا كان لا يعجبك القالب والمظهر للمدونة تستطيع أن تختار أي تصميم من عشرات التصاميم المعروضة .
4. التعليقات : زوار مدونتك سوف يكون لهم تعليقات , قد تعجبك هذه التعليقات و قد لا تعجبك , فتستطيع أن توافق عليها أو تحذفها أو تغيرها .
5. ترقيات : تستطيع عن طريق هذا الرابط أن تواكب الترقيات التي يقدمها الووردبريس لمستخدميه .
6. تغيير القالب :عند الضغط عليه سوف تظهر لك العشرات ,اختر مايناسبك .ثم أضغط تفعيل .






لو رأيت في الجانب الأيمن من المدونة لوجدت ثلاث خانات , صفحات , و الأرشيف , و تصنيفات .
• تصنيفات : تعني بكيفية تصنيف المواضيع وفهرستها , مثال لذلك , قسم الكمبيوتر ,قسم التصوير , قسم الخواطر , قسم الرحلات , و يمكن إنشاء التصنيفات و ذلك عند كتابة تدوينة , بحيث تصنف التدوينة إما تابعة لأقسام سابقة موجودة , أويتم وضع تصنيفات جديدة .
• الأرشيف : هي الصفحات والموضوعات التي كتبت في كل الشهور منذ بدء المدونة .
• الصفحات : تعني إنشاء صفحة جانبية تبقى مثبته تتحدث عن شيء أساسي وثابت ,مثل السيرة الذاتية لكاتب المدونة , سجل الزوار …و غيره…وطريقة الإنشاء هي كالتالي :














 . قد تكون بحاجة إلى وضع روابط في مدونتك بشكل صفحات تعريفية كمثال : صفحة تعريفية بصاحب المدونة , و صفحة لفهرس المدونة , و صفحة لسجل الزوار , فعن طريق ( تدوين + صفحة ) تستطيع أن تنشئ مثل هذه الصفحات وتنسقها .
2. حيث الصندوق يحتوي على كل وسائل التنسيق من اختيار حجم الخط , و لون , و رفع الصور , و الروابط وغيرها .
3. مربع يخيرك إن كنت تريد أن تنشر ما كتبته أو الاحتفاظ به دون النشر .
4. تحرير : تعني هذه أمكانية التعديل مرة أخرى على التنسيقات التي كتبتها .
5. حفظ أو نشر : الحفظ يحفظه بدون أن يطلع عليه الآخرين , والنشر ينشره على الشبكة العنكبوتيه .














 بنفس الطريقة السابقة تستطيع أن تضيف موضوعاً كاملاً . و يكون هذا الموضوع في وسط المدونة ,
أنظر إلى الصورة التالية بعد أن كتبت الموضوع , فقد ظهر في وسط الصفحة بشكل منسق , ويمكنني تحريره من الرقم ( 1 ) و العنوان هو الذي يشير إليه الرقم ( 2 )








اختر تصميم وعندها سوف يظهر لك العشرات من القوالب .
القالب الحالي سوف يظهر لك بالجانب الأعلى .
هنا الإشارة إلى عدد من الصفحات تحتوي على قوالب مختلفة  , فاختر القالب وأضغط عليه , وسوف تنبثق لك شاشة صغيره فيها قالبك الجديد , و في الجانب الأيمن منها كلمة ( active ) أضغط عليها وسوف يستبدل قالبك القديم بالقالب الذي اخترته .

ملحوظة :
وإذ لم تظهر لك كلمة (active) فعليك بالضغط على الفأرة يمين فيظهر لك الخيارات التالية واختر التي علم عليها بدائرة حمراء .فاختر ترميز و ثم اختر التحويل من اليمين لليسار وسوف تظهر لك الكلمة (active )

إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام

  إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد الحمد لله رب العالمين أنعم علينا بالقرآن وهدانا أعظم...