الثلاثاء، 23 يناير 2018

بشريات النبوة لأهل هذا الزمان

الحمد لله رب العالمين .. الحمد له الذي تولانا بعنايته، ونظر لنا أمة الحبيب برعايته، 
وجعلنا في الدنيا موضع قربه ومودته، وجعلنا في الآخرة - كما وعدنا - أسبق الناس إلى جنته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُدبر فيُحكم التدبير، ويُقدر فيُحكم التقدير، ولا يُطلع على تدبيره ولا تقديره أحداً، 
لكنه أعلمنا بأن تدبيره وتقديره لنا لطفٌ وخيرٌ دائم، فهو بالمؤمنين لطيف وخبير.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، النبيُّ الصفيّ، التقيُّ النقي، الذي أخبرنا الله أنه أولى بنا من آبائنا وأمهاتنا وأنفسنا، 
وأشفق علينا وأحنى علينا وأرحم بنا من كل شيء في هذه الحياة الدنيا،لأنه كما قال فيه ربه:
(بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128- التوبة)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد واثبتنا جميعاً في أهل شفاعته، وضُمنا جميعاً في كشوف المصاحبين له في جنتك، 
واجعلنا أجمعين من المشمولين بدعوته لأمته في آخر الزمان، حتى نعيش أيامنا في الدنيا في خير واطمئنان، 
ونخرج إليك في أبهى الشوق يا رحمن.
صلِّ الله وسلم وبارك على هذا النبيِّ سيدنا محمد وآله وصحبه، وكل من التف حوله، ومشى على هديه إلى يوم الدين، 
وعلينا معهم أجمعين ... آمين .. آمين .. يارب العالمين
إخواني جماعة المؤمنين:
كلنا يتابع الفضائيات والإذاعات، والصحف بمختلف أنواعها والمجلات، وبعضنا يتابع النت، 
ومن شدة شغفه بمعرفة الأخبار يشترك بتليفونه المحمول لتصل إليه الرسائل ليل نهار، 
حتى صرنا جميعاً في حيرة، وكثير من الأُمة أصابها الإحباط، والبعض أصابه الاكتئاب، والكل يقول: 
بعد أيام لن نجد رغيف عيش نأكله، وبعد حين من الدهر لن نجد في الأسواق شيئاً نشتريه! 
لِما تحمله لنا الأخبار بتعقيدها وتهويلها من أخبار!!!
وأنا ألوم إخواني جميعاً، هلا طالعتم أخبار هذا الزمان في أحاديث سيد ولد عدنان؟!!!
لقد جرى نهج المسلمين في كل زمان ومكان، إذا حيرتهم أفكار المتحدثين والكاتبين والمشنعين والمهولين 
أن يرجعوا إلى أحاديث سيد الأولين والآخرين التي تتحدث عن هذه الفترة من الزمان، 
ليعلموا قدر هذه الأمة عند حضرة الرحمن، وعناية الله لها في كل وقت وآن.
أبشروا أمة الحبيب، فإن الله جعل لنا نبيًّا – صلوا عليه وسلموا تسليما – كان حريصاً على الأمة حرصاً بالغاً في دنياها إلى يوم الدين، 
وفي أخراها في الموقف العظيم والحساب حتى يطمئن عليهم في جنة النعيم.
فأما الآخرة: فكان لا يكف عن الدعاء، ويطيل في الصلاة ويقول: 
يارب أمتي أمتي، وقرأ قول الله عزَّ وجلَّ عن نبيِّ الله إبراهيم لأمته - والأنبياء جميعا حريصون على أمممهم:
(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (36 - إبراهيم) 
يطلب من الله أن يغفر لهم، وقول الله في شأن عيسى بن مريم مع أمته:
(إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (118 - المائدة) 
فأخذ يضرع إلى الله، ورَفَعَ يَدَيْه ِوَقَالَ:
اللَّهُمَّ، أُمَّتِي .. أُمَّتِي، وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟
فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ،
فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوؤُكَ
 }
(مسلم وبن حبان عن عبد الله بن عمرو) 
ولكنه لم ينته عن ضراعته، ولم يكف عن دعاءه لمولاه، حتى أراحه اله فأنزل له في شأننا في كتاب الله:
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (5 - الضحى) 
وبعد نزول هذه الآية اجتمع أصحاب حضرة النبي في مسجده المبارك، وعملوا حفلاً فاخراً، 
فرحاً بفضل الله، وبمنة الله التي أنزلها لهم على حبيبه ومصطفاه، 
منهم من خطب موضحاً قدر هذه المنة، 
ومنهم وهو حسان بن ثابت الذي عبَّر عن رأيه في هذه المنة - بكلام حكيم من الشعر فقال:
سمعنا في الضحى (ولسوف يعطي) *** فَسَرَّ قلوبَنا ذاك العطاءُ
وكيف يا رســـول الله ترضـى *** وفينا من يُعذَّبُ أو يساءُ

لن يرضى وواحد من أمته في النار، حتى يشفع له إلى الله، ويستنقذه بعفو من الله، ويُخرجه ويُدخله الجنة، 
ويطمئن على أمته أجمعين.
أما في الدنيا: فقد كان صلى الله عليه وسلم يُصلي تارة بالليل، وتارة بالنهار، وتارة في الضحى، وتارة في المساء، 
وتارة في جوف الليل، ويطيل الصلاة، ويدعو الله جل في علاه، فيسأله صَحبه: ما هذا يا رسول الله؟ وما هذه الصلاة؟ فيقول:
{إِنِّي صَلَّيْتُ صَلاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ}
(صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص)
ويدعو لأهل هذه الأمة في الصلاة، بماذا دعا؟!! قال صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا،
وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ
-أى الذهب والفضة- 
وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ،
وَأَنْ لا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ
 - أى جماعتهم - 
وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ: إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ،
وَأَنْ لا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا،
أَوَ قَالَ: مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا
}
(صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي عن ثوبان بن يجدد)
أبشروا فليس هناك مجاعة ولا قحط مهما اشتد الغلاء، ومهما زاد الوباء، ببشرى السماء لسيِّد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم، 
ولن يسلط الله علينا عدواً من سوى أنفسنا، مهما كثر أعدائنا، 
ولكنه منع عنه واحدة وهي أن يكون بأسنا بيننا شديد.
وتعددت الدعوات بعد ذلك، يقول صلى الله عليه وسلم:
سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً،
سَأَلْتُهُ أَنْ لا يَبْعَثَ عَلَى أُمَّتِي عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَجْتَاحَهُمْ، فَأَعْطَانِيهِ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَبْعَثَ عَلَيْهِمْ سَنَةً تَقْتُلُهُمْ جُوعًا، فَأَعْطَانِيهِ،
وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ
}
(مسند الإمام أحمد وصحيح بن خزيمة عن معاذ بن جبل)
يسأل الله ثلاثاً، فيستجيب الله اثنتين ويبقى واحدة، يسأل الله أربعاً، فيستجيب الله ثلاثاً وتبقى واحدة، 
والواحدة في كل الأحاديث هي الواحدة: (أن لا يجعل الله بأسهم بينهم)
فقد كفانا الله عزَّ وجلَّ كلَّ همٍّ نحمله في هذا الزمان، وكل معضلة نشك في حصولها أو نتوقع وقوعها في هذا الوقت والآن، 
فلن يستطيع أهل الكفر - وإن اجتمعوا - أن يتغلبوا علينا، لأن هذا وعد الله عزَّ وجلَّ، 
ولن يستطيع أهل الشرك - مهما حاصرونا - أن يقضوا علينا بالجوع، ومهما حاصرونا بالحروب المائية أن يمنعوا عنا قطر السماء، 
بل كل مسلم معه مفتاح يأتي بالماء، إذا صلى ركعتين لله سُنَّة الاستسقاء، فإن الله عزَّ وجلَّ يُغيثه بالماء 
في أى موضع من أرض الله، وتلك سُنَّة الله عزَّ وجلَّ التي لا تتخلف.
لكن المشكلة التي حدَّدها لنا النبيُّ في هذا الزمان هي: الفرقة، وأن يكون بأسنا شديد، 
الخلافات بين الإخوة المؤمنين، والتنافس في الحطام الداني، والتنافس في الرئاسات، والتنافس في الانتخابات، 
والتنافس في الإمساك برؤس الأموال للسيطرة على الحياة الاقتصادية،
والرغبة في الإحتكار، والاحتكار منهي عنه في شرع النبي المختار، وقال فيه صلى الله عليه وسلم:
مَنِ احْتَكَرَ، فَهُوَ خَاطِئٌ }
(صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن معمر بن أبي معمر )
أى أنه أخطأ طريق الجنة!!
فمن معهم مال ويشترون الدولارات من السوق ليحتكروها ويُغلون على خلق الله فقد أخطأوا طريق جنة الله، 
ومن يخبئون الأقوات ليعلوا سعرها، وليسيطروا على سوقها ويكسبون أضعافاً مضاعفة من ثمنها فقد أخطأوا طريق الجنة، 
ومن يريدوا أن ينفردوا بالاستيراد حتى يتحكموا في السوق ويُغلوا الأسعار كما يريدون فقد أخطأوا طريق الجنة. 
وهذا ليس نهج المؤمنين، ولا سبيل المسلمين، بل هو باب حرَّمه الله، 
ونوَّه عنه بأحاديثه الصريحة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
فالفُرقة هي: الداء الوحيد الذي حذرنا منه في هذا الزمان، 
ولذا ينبغي على كل مسلم حريص على دينه، حريص على وطنه، حريص على بلده، حريص على إخوانه المؤمنين، 
أن يمد يده لإخوانه المؤمنين لنجتمع جميعاً على كلمة سواء، ونجتمع على الأصول التي أنزلها لنا الله، 
ثم بعد ذلك نترك الخلافات إلى حين، حتى يُصلح الله شأننا، ويُذهب الله المشكلات من مجتمعنا، 
ثم بعد ذلك نجلس سوياً لنصل إلى كلمة سواء، توحد صفوفنا في الأراء التي نفترق فيها، 
وفي الخلافات التي يشتد الرأى فيها، 
لأنها كلها خلافات على أشخاص، وليست خلافات على كتاب الله، ولا على سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم 
قال صلى الله عليه وسلم:
{َيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ ثَلاثٍ: دِرْهَمٌ حَلالٌ، أَوْ أَخٌ يُسْتَأْنَسُ بِهِ، أَوْ سَنَةٌ يُعْمَلُ بِهَا}
(الطبراني عن حذيفة بن اليمان)
أو كما قال: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة }
-------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الذي والانا بفضله، وأكرمنا بوسعة دينه، وجعلنا جميعاً من أهل شرعه ودينه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عليه وحده صلاح الأحوال، وجمع القلوب، 
وتفريق المنافقين والمشتتين والمفرقين، لأنه وحده على كل شيء قدير.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، إمام الهدى، وكاشف الرَدَى، 
وشمس الدُجى التي تسطع في القلوب، فترفع عنها كل غم وكل رين وكل أذى.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على هذا النبي، واعطنا الخير، وادفع عنا الشر، ونجنا واشفنا 
وانصرنا على أنفسنا وعلى أعدائنا يارب العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين:
وضع الله عزَّ وجلَّ في قرآنه الكريم قاعدة قرآنية لأمة النبي 
إذا مشوا عليها لن يعذبهم الله في الدنيا بزلازل، ولا بخسف، ولا بمسخ، ولا بقذف، 
ولا بجوع، ولا بقحط، ولا بعدو من سوى أنفسهم إذا ساروا على هذه القاعدة، 
ما هذه القاعدة؟
(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
(33 - الأنفال)
علينا في هذه الآنات أمرين اثنين - دروع واقية أنزلها لنا الله تُحصننا من فتن هذا الزمان، 
وتجعلنا وإخواننا وأهل بلدنا جميعاً في أمان:
الدرع الأول: أن نعمل بشريعة النبي العدنان .. (وَأَنتَ فِيهِمْ)بشريعتك وسنتك وسيرتك وأوصافك الكريمة،
فإذا عملنا بشرع الله وحكَّمناه فزنا جميعاً بتوفيق الله ورعاية الله عزَّ وجلَّ.
الدرع الثاني: لزوم الاستغفار، أن نداوم على الاستغفار لله عزَّ وجلَّ، 
والاستغفار يقول الله في روشتته في كتاب الله مبيناً فوائده لعباد الله:
(اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)
(10- نوح) 
يضمن النجاة في الآخرة لأنه يغفر للمستغفرين، 
وفي الدنيا حاجات الإنسان، إما لمال، وإما لولد، وإما لمطر من السماء،
وإما لمعيشة طيبة تتوق إليها نفوسنا جميعاً نكون فيها في خير حال،
وذلك كله بابه وكنزه الاستغفار:
(يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
(11، 12- نوح) 
وماذا وراء ذلك من الدنيا؟!.
بالإضافة إلى أنه إذا نظرت إلى قول الله: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
إذا جاء المدد مع المال كان فيه البركة، فالقليل يُغني عن الكثير، 
وإذا جاء المدد مع الولد كان باراً بأبيه، مطيعاً له في كل الأحوال، لا يغيظه، ولا يشق عصا الطاعة عليه، 
ولا يهجره، ولا يتركه، ولا يجفوه لأنه جاء مدداً من الله عزَّ وجلَّ لهذا العبد المؤمن، 
ولذا أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ }
(سنن أبي داود وابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عباس) 
ولزم أى داوم على الاستغفار، ألسنا جميعاً في همٍ الآن؟! ألسنا جميعاً في ضيقٍ الآن؟! 
لِمَ لا نلجأ إلى الله ونستغفر الله؟! وقد كان الحبيب المجاب الدعاء يقول:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّة }
(صحيح مسلم وسنن أبي داود ومسند الإمام أحمد عن الأغر المزني)
النبي يستغفر إلى الله في اليوم مائة مرة، ونحن لا نُحرك اللسان بالاستغفار ولو مرة!! 
والاستغفار لا يحتاج ضرورة إلى وضوء، ولا إلى التواجد في المسجد، ولا إلى الإتجاه للقبلة، 
فيجوز أن أستغفر وأنا أسير في الطريق، أو وأنا في المواصلات، أو وأنا مضطجع أستعد للنوم، 
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيمن يستغفر عند النوم:
مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ وَرَقِ الشَّجَرِ،
وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ أَيَّامِ الدُّنْيَا
 }
(سنن الترمذي ومسند الإمام احمد عن أبي سعيد الخدري)
لماذا لا تختم صحيفة يومك بالاستغفار للعزيز الغفار عزَّ وجلَّ؟! 
نحن يا أمة الحبيب نحتاج في هذ الوقت العصيب إلى الاستغفار.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شحت السماء بالماء، 
وأخبروه أن الزرع والضرع أوشك على الهلاك والجفاف، خرج بهم لصلاة الاستسقاء، 
كان يبدأ معهم أولاً بالتوبة إلى الله والاستغفار، ثم بعد ذلك يُصلي بهم صلاة الاستسقاء، 
ويقول صلى الله عليه وسلم كما روى عن عمر بن العزيز:
ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة }
(مجموع فتاوى بن تيمية)
فتوبوا إلى الله ... وأديموا الاستغفار لله ... وبعد ذلك تخيروا الأوقات التي يستجيب الله فيها الدعاء، 
وادعوا الله بصلاح الحال لبلدنا، وبصلاح الحال لرجالنا، وبصلاح الحال لكل أهلينا وأولادنا وبناتنا، وعدم تمكن الأعادي جميعاً منا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام

  إصلاح الأفراد والمجتمعات بأخلاق الإسلام خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد الحمد لله رب العالمين أنعم علينا بالقرآن وهدانا أعظم...